أدى التراث دورًا مهمًا في بناء القصيدة المعاصرة، التي عبرت عن الزمن بكل تناقضاته، وظهر ذلك من خلال استدعاء التراث وأثره الواضح في بناء القصيدة، وظهر ذلك من خلال الشخصيات والأحداث والموروث الثقافي، كما أن استدعاء التراث في الشعر العربي المعاصر له قدرة خاصة على التأثير في نفس المتلقي وتشكيل عواطفه، وهذا يجعل المتلقي يتفاعل تفاعلا إيجابيا مع القصيدة، بهذا يمكن القول إن التراث ليس مجرد نقل خبرات أو معارف، ولكنه اعتراف أمام الذات بوجودها التاريخي والنفسي. كما استطاع التراث أن يعكس الخلفية الحضارية للمجتمع والاستعداد المتجدد في الأمة؛ لتجاوز نفسها باستمرار، ومن خلال ذلك استطاع الشاعر "أحمد تيمور" في قصيدة "بلدي يحاصره التتار" أن يلجأ إلى التراث؛ لأنه اكتشف أن التراث استطاع أن يُشكل نظامًا خاصًا في بنية الخطاب الشعري، كما أن الشاعر المعاصر بصفة عامة والشاعر "أحمد تيمور" بصفة خاصة يرى أن التراث يُكسب العمل الإبداعي أصالة. كما أن أصالة الشاعر وتفرده يزداد بمقدار غنى التراث الذي يعتمد عليه، ومن هنا يمكن القول إن قصيدة "بلدي يحاصره التتار" استطاعت أن تُعبر عن الصراع، الذي مر على مصر، الذي جمع بين النظام والفوضى وتعدد الملوك والحكام وتتابعهم منذ الفتح حتى الوقت الحاضر.