يقدم هذا البحث دراسة تاريخية عن ظاهرة العنف السياسي في أسوان خلال العصر الإسلامي، حيث مثل موقع أسوان الجغرافي حدودًا سياسية أكثر منها طبيعية، وذلك بحكم موضعها الحربي والعسكري المهم الذي شغلته منذ الفتح العربي الإسلامي لمصر، فترتب عليه أن تحولت أرض أسوان إلى ميدانٍ فاعلٍ لنشاط تلك الظاهرة ووقوعها فريسة بين القوى المتنازعة طيلة العصر الإسلامي. ولإماطة اللّثام عن تاريخ تلك الظاهرة في أسوان في العصر الإسلامي ومحاولة الوقوف على أسبابها وعواملها ودوافعها ومظاهرها، لابد من إلقاء الضوء عليها من منظور المعرفة التاريخية أولاً، ومن ثم عرض المفهوم في الميادين الفكرية والعلمية التي اهتمت بدراسة هذه الظاهرة، ولتوضيح حدوث هذه الظاهرة وتفاعلها في أسوان عبر العصر الإسلامي، أصبح من الضروري عرض القوى السياسية التي تصارعت وتنازعت فيما بينها، وذلك من خلال إعادة سرد وتحليل الأحداث والوقائع التاريخية السياسية العسكرية العنيفة، وبناء على ما سبق يمكن الوقوف على مظاهر وأشكال العنف السياسي بين تلك القوى فيما بينها، اعتمادًا على الممارسات العنيفة التي جرت فيما بينها بأسوان في العصر الإسلامي، وانطلاقًا مما سبق فإن المحتويات الأساسية لهذه الدراسة تنحصر بعد المقدمة في الآتي: أ- مفهوم العنف السياسي، أسبابه ودوافعه. ب- القوى السياسية المتصارعة في أسوان في العصر الإسلامي. جـ- مظاهر وأشكال العنف السياسي في أسوان في العصر الإسلامي.