تهدف هذه الدراسة إلى إجراء المزيد من التجريب فى مجال الطباعة اليدوية، باستخدام الطباعة بالصدأ كمدخل ابتكارى يثرى القيم الجمالية فى اللوحة الطباعية من خلال اللون والملمس والخامة والتقنية لتحقيق قيم فنية وجمالية مستمدة من العلوم المختلفة  وبالتوليف مع التقنيات الطباعية والأدائية الأخرى، حيث بدأت الفنون تبتعد عن الاتجاهات التقليدية لإستحداث حلول تشكيلية متنوعة من خلال مصادر الإبداع المتنوعة سواء كانت من الطبيعة أو البيئة وفق فكر فلسفي جعل له طابعه الخاص.
فالأثر القبيح الذى تتركه بقع الصدأ على أسطح المنسوجات يمكن أن يكون شيئاً مميزاً وفريداً، متعدد الدرجات اللونية نتيجة لإختلاف الفترة الزمنية التى يتعرض لها سطح المعدن الصدئ على سطح المنسوج من خلال تعرضه لدرجات مختلفة من الرطوبة حيث يعتبر المعدن الصدئ هو الوسيط (الصبغة) مما يسهل عملية الصباغة، وإعطاء تأثيرات ملمسية وخطية ولونية متنوعة باستخدام الأشياء الصدئة مثل (الدبابيس، السلك المعدنى، المسامير، إلخ)، وهى من الطرق الغير مكلفة ولا تحتاج إلى تحضير مسبقاً ولها درجات ثبات عالية.
ولقد اهتمت الفنون المعاصرة بنوع آخر من الجمال الذى يتناول القبح، وأصبح القبح من المفاهيم الجديدة للقيم الاستاطيقية الجمالية. وبما أن الفن هو شكل من أشكال التعبير المختلفة من وجهة نظر الفنان، يصبح القبيح فى الفن جميل بما يحمله من معان خفية وخصائص رمزية، وبذلك يصبح القبح جزءاً قيماً فى عالم الفن.
ويهدف البحث الحالي إلى استحداث مداخل فنية جديدة تثرى مجال طباعة المنسوجات من خلال الحصول على تأثيرات ملمسية ولونية تثري القيم الجمالية فى اللوحة الطباعية.
وجاءت أهمية البحث فى إلقاء الضوء على الطباعة بالصدأ كمدخل تجريبي يثرى مجال الطباعة اليدوية، وتناول الأثر القبيح للصدأ إلى أثر جميل يحتوى على العديد من القيم الجمالية والتشكيلية لإثراء السطح الطباعي بالإضافة إلى تقنية الطباعة بالإستنسل والتقنيات الأدائية مثل (الكرمشة، الإضافة، ... إلخ).
ويتبع البحث المنهج الوصفى التحليلي فى الإطار النظري كما يتبع البحث المنهج شبه التجريبي فى الجانب العملي ويشمل إجراء تجربة على طلاب الفرقة الرابعة بقسم التربية الفنية وتشمل جانبين:
الأول: الاستفادة من الطباعة بالصدأ كمدخلاً تجريبياً تشكيلياً إبداعياً بالتوليف مع التقنيات الأخرى.
الثاني: تحقيق قيم فنية وجمالية تثري السطح الطباعي للوحة الطباعية.