تُعد مقارنة المناهج مجالًا بحثيًا متعدد ومتداخل التخصصات؛ يعنى بالدراسة التحليلية للمناهج الدراسية في السياقات الثقافية الأجنبية؛ بهدف تطويرها وتحسين تعليمها وتعلمها في الدولة القومية، بما يتناسب مع سياقها المجتمعي والعالمي. وقد تزايد الاهتمام بالدراسات المقارنة الدولية في المناهج في الآونة الأخيرة؛ نتيجة انتشار الاختبارات التربوية الدولية، وتسابق دول العالم للمشاركة فيها، والاستفادة منها؛ حيث تُسهم نتائجها في مساعدة صناع السياسيات، والقيادات التعليمية والمدرسية، ومعلمي المدارس، والأكاديميين وعامة الناس في تعرّف مستوى جودة نظام التعليم، والبحث عن أفضل الممارسات التي تدعم تحسين أداء التلاميذ، وتحقيق نواتج التعلم المستهدفة. وتُعد الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة PIRLS، مسحًا دوليًا يُعقد كل خمس سنوات، من قبل الرابطة الدولية لتقويم التحصيل التربوي، ويمثل الاختبار الأكثر قبولا حول العالم كأساس لتقييم تلاميذ الصف الرابع في مهارات القراءة باللغة الأم. وتؤكد الممارسات الدولية أن الدول التي يحقق تلاميذها أداءً عاليًا، وترتيبًا متقدمًا في PIRLS؛ تتسم مناهج القراءة بها بجودة عالية، وتتميز برامج وأنشطة التنمية المهنية المستدامة للمعلمين بالكفاءة والفعالية، علاوة على جودة البيئة المدرسية والمنزلية الداعمة لتعليم القراءة وتعلمها. وتمثل سنغافورة نموذجًا يحتذى به في نتائج اختبارات القراءة الدولية، حيث حقق تلاميذها المركز الأول في PIRLS 2021؛ الأمر الذي يعكس جودة نظامها التعليمي، وجودة منظومة تعليم القراءة وتعلمها (مناهج القراءة، معلمي القراءة، البيئة المدرسية والمنزلية). وفي ضوء ذلك؛ يسعى البحث الراهن إلى طرح مجموعة من الإجراءات لتحسين أداء التلاميذ المصريين فيPIRLS، على ضوء خبرة سنغافورة، وبما يتفق وواقع المجتمع المصري ومعطياته الثقافية؛ وبما يُمكنهم من تحقيق أداء متقدم في الدورات القادمة. وفى سبيل ذلك، استخدم البحث الراهن المنهج المقارن.