تستعرض هذه الدراسة دور حركة عليكره التي نشأت استجابة لتدهور الأوضاع الاجتماعية والتعليمية للمسلمين في ظل الاحتلال البريطاني، حيث تركزت الحركة على إصلاح التعليم من خلال دمج المناهج الغربية مع القيم الإسلامية، والتوفيق بين الإسلام والحضارة الغربية، كما هدفت إلى تعزيز مكانة المسلمين اجتماعيًا وسياسيًا، والدفاع عن حقوقهم من خلال التعاون مع الاحتلال البريطاني. قاد السير سيد أحمد خان هذه الحركة بهدف نشر الفكر الحداثي وإحداث نهضة شاملة بين المسلمين، ومن أجل تحقيق ذلك رسم لها خطة تدريجية، وأنشأ مؤسسات متعددة تعمل كأذرع للحركة، وتساهم في تحقيق أهداف الحركة. والبحث يسلط الضوء على هذه المؤسسات التي عملت تحت مظلة الحركة، مثل الجمعية العلمية، وصحيفة معهد عليكره، ومجلة تهذيب الأخلاق، والكلية المحمدية الإنجليزية (التي تحولت لاحقاً إلى جامعة عليكره الإسلامية)، ومؤتمر التعليم الإسلامي لعموم الهند. فمن خلال السرد التاريخي لنشوء وتطور هذه المؤسسات ركزت الدراسة على تحديد مكامن الضعف والقوة فيها، ودورها في نشر الحداثة بين المسلمين.
يقدم المقال تحليلاً نقدياً لحركة عليكره كحركة إصلاحية حداثية ظهرت استجابة لتحديات الاحتلال البريطاني، ويسلط الضوء على إسهاماتها في التعليم والفكر الإسلامي الحديث، إلى جانب الانتقادات التي واجهتها. وبعد عرض أهم المؤسسات التابعة لها، ركز البحث على أبرز الشخصيات الحداثية في الحركة، من خلال التطرق إلى مؤلفاتهم، واستنباط الجذور الغربية الكامنة في أفكارهم ومناهجم الحداثية، حيث تعرضت الحركة لانتقادات حادة بسبب تأثرها بالنموذج الغربي وتقديمها تأويلات جديدة للدين، بما في ذلك تفسير السير سيد العقلاني للقرآن وإنكاره للمعجزات، ودعوة جراغ علي إلى المنهج التاريخاني والعقلاني في تفسير النصوص، ودعوة شبلي النعماني إلى تجديد علم الكلام، والأطروحات الفلسفية التي قدمها محمد إقبال لتجديد الفكر الإسلامي.
الكلمات المفتاحية: حركة عليكره، الحداثة، الإصلاح، الفكر الإسلامي