إن العقل البشري من خلال تعمقه في الدراسة الطبية يكتشف يوماً بعد يوم أشياء لم تكن معروفة من قبل ليصل إلي ما وراء الطبيعة وذلك من خلال البحث وراء النظم البنائية لمختلف الكائنات الحية ، وعلي مر القرون حاول المصمم معرفة الحقائق حول الأشكال وأصولها فساهمت الاكتشافات العلمية بشكل كبير في هذا المجال حيث ساعدت علي إكتشاف العالم الخفي الذي لا نعرفه ، فقد أتاح العلم للفن آفاقاً جديدة ومتنوعة للتعرف علي الشكل المجهري لشبكية العين البشرية والتعرف علي بنيتها الداخلية واستخلاص ما بها من قيم جمالية لعمل تصميمات زخرفية وتوظفيها في وحدات لمكملات الملابس
فالرؤية المجهرية كشفت عن جوهر الظواهر الطبيعية مما دفع المصمم إلي الإبتعاد عن التقليد البصري لمظهر الطبيعة ولم يعد يقتصر علي المظهر الخارجي للأشكال بل اتسع نطاقه ليشمل النظم الداخلية والقوانين التي تنمو بمقتضاها الطبيعة، وأصبح هدف الفنان من دراسة عناصر الطبيعة أكثر عمقاً وتنوعا مما أتاح المجال لرؤية جديدة ، فالطبيعة هي المدخل لتعلم الفن فمنها عرف الفنان التناغم في الألوان والتنوع في تكوين الأشكال لما تحتويه من ثراء لوني وشكلي يوفر لنا مدخلات قيمة لتحقيق قيم تصميمية مختلفة ومن خلال ذلك يمكن الوصول إلي بعض النتائج التي تعمل علي توسيع الرؤية الإدراكية لدي المصمم من خلال القيم الجمالية التي تحملها أشكال شبكية العين البشرية تحت المجهر لعمل تصميمات زخرفية معاصرة
فبفضل تطور العلوم حصل الفنان علي مصدراً خصباً جديداً زاخراً بالأسس والعناصر الجمالية والإنشائية مثل الشكل المجهري لشبكية العين البشرية للإستفادة منه في إثراء مادة التصميم وعمل تصميمات زخرفية مبتكرة لما يعكس التطورات العلمية المعاصرة في المجال الطبي وتوظيفها من منظور علمي وفني