يتناول بحث " النهي عن كراء الأرض " جمع الأحاديث النبوية الواردة في هذه المسألة والتي وقفتُ عليها، ثم خرّجت أحاديثها، بدءًا من المتابعات التامة فالقاصرة، وبينت الاختلافات في ألفاظ الراوية الواحدة إن وجدت، وحكمتُ على اسناد الأحاديث خارج الصحيحين، ثم درست المسألة دراسة حديثية نقدية، ولم أتطرق لخلاف الفقهاء في شروط كراء الأراضي، وذكرت توجيه علماء الإسلام حيال الأحاديث المتعارضة في هذه المسألة، ثم رجحتُ بينها، بالأدلة العلمية، مع مناقشة أقوال المخالفين لها، وخلصت في هذا البحث إلى ثبوت الأحاديث التي وردت في النهي عن كراء الأرض، وثبوت الأحاديث أيضًا المجيزة لها، وبينتُ أن الراجح من أقوال أهل العلم رحمهم الله في التوفيق بين الروايات التي ظاهرها التعارض هي الجمع بينها؛ لأن إعمال الأدلة الثابتة أولى من إهمال أحدها، إن كان الجمع بلا تكلف ولا تعسف، فيحمل الأحاديث التي وردت عن النبي r في النهي عن كراء الأرض إذا اشتملت على الجهالة والغرر، وأدى ذلك إلى الاختلاف والنزاع، أما الأحاديث المجيزة واستمرار العمل بكراء الأراضي من أواخر عهد النبي r وعمل الصحابة رضي الله عنهم من بعده ومن تبعهم إذا انتفت الجهالة والغرر من كراء الأرض، ثم أردفت بعدها شيئًا من أقوال علماء الإسلام في فوائد كراء الأراضي الاقتصادية باختصار، والهدف من دراسة هذا الموضوع هي الوصول إلى الحكم التكليفي للمسألة، لحاجة المسلمين لها في كل العصور.