الإمام السهيلي رحمه الله تعالى عالم مدقق، برع في شتى العلوم الإسلامية والعربية، وقد خدم القرآن الكريم خدمات جليلة، رغم أنه لم يؤلف تفسير مستقلا، وإنما بث أقواله التفسيرية في العديد من مصنفاته، واعتمدها كثير من المفسرين، وله في هذه الاختيارات التفسيرية انفرادات جديرة بالعناية والتقدير. ويأتي هذا البحث ليتناول انفراداته التفسيرية التي أوردها فيما فسره من آيات سورتي (الكهف، ومريم)، وقد بلغت ستة مواضع. ويهدف البحث إلى خدمة كتاب الله تعالى ببيان ما جادت به قريحة الإمام السهيلي من آراء لم يسبق إليها في تفسير آيات من هاتين السورتين. كما يهدف إلى إبراز جوانب مهمة من المكانة التفسيرية للإمام أبي القاسم السهيلي رحمه الله. وقد قام البحث على ثلاثة مناهج، هي: الاستقرائي، والتحليلي، والمقارن. وجاء في مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة، تضمن المبحث الأول: ترجمة الإمام السهيلي، والمبحث الثاني: تراث الإمام السهيلي في التفسير، والمبحث الثالث: انفرادات الإمام السهيلي في التفسير في سورتي الكهف ومريم، وتوصل البحث إلى أن الإمام السهيلي كان مهتما ببيان ما تتضمنه الآيات الكريمة من لطائف وأسرار بأسلوب علمي رصين، وأن انفراداته التفسيرية تقوم على توجيهات سديدة، وأن لها قيمة علمية عظيمة.