هدفت هذه الدراسة إلى تحليل المقدمات التاريخية لمعركة النهروان 38هـ/ 658م، وتداعياتها على البنية السياسية والفكرية للمجتمع الإسلامي المبكر؛ مع تقديم قراءة جديدة تعتمد إلى مصادر متنوعة، بما فيها المصادر الإباضية التي أُهمِلَت في دراسات سابقة.
تكمُن أهمية هذه الدراسة في الكشف عن جذور النزاعات السياسية والفكرية التي شَهِدَها الإسلام المبكر، وانعكاساتها على تشكيل المفاهيم المتعلقة بالشرعية السياسية وطاعة الحاكم، فضلًا عن فهمِ تداعياتها على الواقع العربي والإسلامي المعاصر، كونِها تُسَلِّطُ الضوء على واحدة من أكثر المراحل تعقيدًا وحسَّاسيَّةً في التاريخ الإسلامي. فمن خلال دراسة معركة النَّهروان؛ يمكن فهمُ الجذور الأولى للنزاعات السياسية والفكرية التي ظهرت في الإسلام المبكر، ومدى تأثيرها في ظهور ما عُرِفَ "الفِرَق الإسلامية"
اعتمدت هذه الدراسة المنهجَ التاريخي التحليلي، من خلال تتبُّع الروايات التاريخية ومقارنتها نقديًّا؛ مع التركيز على تجاوز التَّحيُّز الأيديولوجي ودمج وجهات نظر المصادر المختلفة.
ومن أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج أنَّ معركة النَّهروان مثَّلت تحوًّلًا جوهريًّا في علاقة السُّلطة بالمعارضة، وأسهمت في ترسيخ الانقسامات الفكرية والسياسية، وأكدت ضرورة الاعتماد إلى مصادر متعددة لتقديم رُؤية شاملة للأحداث.
الكلمات المفتاحية: النَّهروان؛ صِفِّين؛ السُّنَّة؛ الشِّيعة؛ الإباضية.