سعت الدراسة الحالية للبحث في مصداقية الفيديوهات الإسلامية الدينية القصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث الوقوف على معايير تلك المصداقية لدى الجمهور المصري، والتعرف على معايير مصداقية الجمهور وثقته في الشخصيات الدينية المقدمة لتلك الفيديوهات، إضافة لرصد الأمر من جانب القائم بالاتصال للتعرف على كيفية تحقيق مصداقية المضمون الديني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحقيق ثقة ومصداقية الداعية لدى الجمهور. وقد اعتمدت الدراسة على النموذج البنائي للمصداقية في إطارها النظري، وهي دراسة وصفية اعتمدت على منهج المسح؛ حيث تم إجراء دراسة ميدانية للجمهور المصري باستخدام صحيفة الاستبيان، وتم سحب عينة عمدية قوامها 259 فردًا، إضافة إلى إجراء مقابلات متعمقة مع 10 من الدعاة الإسلاميين المتصدرين للساحة الإعلامية في الوقت الحالي.

توصلت الدراسة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت واقعًا وشريكًا في نقل الخطاب الديني للجمهور بأسلوبها وسماتها في تقديم المضمون الديني في فيديوهات قصيرة قائمة بذاتها أحيانًا، وفيديوهات قصيرة مقتطعة من سياق طويل أحيانًا أخرى بما يحمله ذلك من سلبيات وإيجابيات، وأنها أسهمت بشكل إيجابي في نشر الخطاب الديني على نطاق واسع ولكن دون رقيب أو حارس بوابة يقلل من سلبيات هذا الانتشار، وأن مصداقية الخطاب الديني تأتي بشكل اساسي من مصداقية مقدمه ، وأن الفيديوهات الدينية القصيرة هي لإعطاء معلومات للجمهور لكنها لا تستطيع تحقيق وعي وفكر ديني رصين فهو الأمر الذي يحتاج الى مجالس العلم على يد كبار العلماء.