*المُلخَّص:*
يَتجه العَالَم نحو ثورةٍ جديدةٍ في عَالمِ الطاقة النظيفة والمُستدامة، وذلك باستخدامِ الهيدروجين الأخضر؛ للتوصّلِ إلى وقودٍ خَالٍ مِن الكربون، يُساعدُ على صَوْن البيئة. وقد وَضَعَت أجندة أفريقيا 2063م برنامجًا لتطويرِ الإنتاج مِن الهيدروجين الأخضر، الذي يُعرفُ بـ"وقود المُستقبل". كما اتجهت أوروبا إلى تطبيقِ خُطَّة نحو الاقتصاد الأخضر؛ لِتكونَ أوّل قارة مُحايدة مُناخيًّا بحلولِ عام 2050م.
بَدأت العَديد مِن البلدان الأفريقيَّة في تطويرِ إمكاناتها مِن أجلِ إنتاج الهيدروجين الأخضر. وتُعَدُّ المَملكة المَغربيَّة إقليميًّا مُناسبًا لإنتاجِ الهيدروجين الأخضر؛ لامتلاكِها إمكانات كبيرة مِن مَصادر الطاقة المُتجدّدة، التي تُساعدُ في إنتاجِ ذلك المَصدر الوليد مِن الطاقةِ النظيفةِ المُستدامةِ.
تهدفُ هذه الدراسة إلى التعرُّفِ على مَصادرِ إنتاج الطاقة الكهربائيَّة بالمَملكةِ المَغربيَّة، وتحديد المَعايير البيئيَّة (الطبيعيَّة والبَشريَّة) لإنتاجِ الهيدروجين الأخضر، وطبقًا لنتائجِ بيانات التحليلات المَكانيَّة، في بيئةِ نُظم المعلومات الجُغرافيَّة، قَامَ الباحثان ببناءِ نموذج معلومات جُغرافي مُقترح لتحديدِ أَنْسَب المَواقع لإنشاءِ مَحطات الهيدروجين الأخضر بالمَملكةِ المغربيَّة؛ للحَدِّ مِن استهلاك الوقود الأحفوري؛ حيثُ تتجه المَملكة المَغربيَّة إلى خَفضِ انبعاثاتها الكربونيَّة بنسبةِ 40 % بحلولِ عام 2030م.
اعتمدت الدراسة في بناءِ النموذج Model Builder على طريقةِ التحليل المَكاني مُتعدِّد المَعايير Spatial Multi-Criteria Analysis (SMCA)، باستخدامِ أداة التركيب الخَطّي الموزون Weighted Overlay Tool، وذلك لحسابِ المتوسط الموزون لمجموعة مِن مَعايير المُتغيِّرات المكانيَّة لمنطقةِ الدراسة. ومِن أَهَمِّ هذه المَعايير، المَعايير (المُناخيَّة، والبيئيَّة، والجيولوجيَّة، والتضاريسيَّة، والاقتصاديَّة). كُلُّ هذه المَعايير سَاعَدَت في بناءِ النموذج المُقترح لتحديدِ أَنْسَب المَواقع لإنشاءِ مَحطات إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمَملكةِ المغربيَّة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن المَواقع الأعلى مُلاءمة، في إمكانيات إنتاج الهيدروجين الأخضر، تتوزَّعُ في وَسَطِ، وشرق، وجنوب شرق المَملكة المَغربيَّة، وكذلك في مناطق تصريف الأنهار.