كل حضارة مبادئ عامة تقوم عليها تنبع من عقيدة دينية أو من فلسفة حتى وإن تعددت العقائد والفلسفات فإن الخصائص المميزة للحضارة تستمد من أقوى العقائد رسوخاً وأشدها تمكناً في القلوب والعقول ومن أكثرها تأثيراً في الحياة العامة بحيث تصطبغ الحضارة بصبغة هذه العقيدة وتنسب إليها فتكون النسبة صحيحة لصحة المبادئ التي تستند إليها ومثال ذلك الحضارة الهندية، فلذلك تعد بلاد الهند من الدول الغنية بمجالاتها الفنية وهذا نتاج طبيعي لحضارتها العريقة والتي تأثرت بالعديد من الثقافات والفنون المجاورة لها كالفن الفارسي والفن اليوناني والفن الإسلامي واستطاعت الهند استيعاب كل الثقافات والديانات ودمجت هذه الثقافات والعقائد وأسفرت عن أنواع من الفنون ذات صيغة هندية بما يميزها من ألوان واستخدام للصور والأشكال بطريقة مختلفة
ومن أبرز الملامح للفن الهندي استخدامه للأشكال الزخرفية النباتية كمدخل للمغالاة والمبالغة في انعكاس البيئة الهندية على أشكال الرسوم والزخارف حيث تنوع العادات والثقافات والديانات في الهند، وتأثرها بالثقافات المجاورة حيث تعددت الثقافات في المجتمع الداخلي وتنوع اندماجها مع الثقافات المحيطة بها، فالفن الهندي هو الوسيلة الحقيقية والصادقة ليظهر في مجتمعه القيم والعادات والتقاليد المميزة له حيث تنوعت العقائد الهندسية وتأثر الفن بها فنجد العديد من النظم الطبقية
مع مرور الوقت أصبحت مخرجات ومعطيات الفن الهندي جزء من التراث الفني الخاص بذلك المجتمع، فالفن تضافر مع البيئة المناخية والعقائدية والأداء الإبداعي لمجموعة من البشر مسجلاً حركاتها وتاريخها ليصنع تراثها الحضاري الفني والمليء بالأساليب التشكيلية والتقنية لتناول الفنون حيث نجد الزخارف النباتية قد ظهرت على كافة المنتجات الفنية المختلفة كالأزياء والعمارة والأواني والسجاد والمعادن والعديد من المنتجات الأخرى.