تأتى هذه الدراسة متناولة بالتحليل السيميائى نصوص المجموعة القصصية (ذئاب مارقة) لسمير الفيل، بهدف التأويل السيميائى للعلامات، وكشف ما يتوارى خلفها من دلالات مضمرة، ودلائلية جمالية تتجاوز المعنى إلى معنى المعنى بتعبير عبد القاهر الجرجانىّ، وذلك من خلال مساءلة المعنى، واستنباط آليات إنتاجه، وطرائق تشكُّله، وسيرورته السيميائية بمعطياتها النسقية والعلائقية واللسانية والثقافية، وكيف يمكن أن تكون هذه الدلالات أداة لفهم أعمق للنص، وبيان المسكوت عنه، ووسيلة للكشف عن مدى تفاعل الكاتب مع ثقافة مجتمعه وأنساقها الخاصة.
وتستند الدراسة إلى مبرِّرات عدّة، منها: أهمية سمير الفيل فى حقل القصة القصيرة المعاصرة فى مصر، وغياب الدراسات التى تناولت سيميائية نصوصه، ونزعته الواقعية التى لا تخلو من دلالات مضمرة تعبر عن قضايا إنسانية عميقة ومعقدة، وثراء مجموعته (ذئاب مارقة) بعلامات ذات أبعاد تفوق ظاهر النص عمقًا وتأثيرًا، وتنماز فى أغلبها بالمراوغة والتحوّل والسيرورة الدلالية.
وقد اقتضت طبيعة الدراسة أن تأتى فى مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، وخاتمة، فتناولت المقدمة مبررات الدراسة، وأهميتها، وأهدافها، ومنهجها، ومحتوياتها، وعرَّف التمهيد بمصطلح السيميائية، والكاتب سمير الفيل، ومجموعته القصصية (ذئاب مارقة)، أما عن المبحثين فجاء الأول بعنوان: (سيميائية البنى السردية)، ويتناول سيميائية العتبات، سيميائية الأحداث، سيميائية الشخصيات، سيميائية الفضاء الكُرونوتوبى، أما المبحث الثانى فعنوانه: (آليات التشكيل السيميائى)، ويعنى بدراسة سيميائية التناص، سيميائية التخييل السردى، سيميائية اللغة، سيميائية الأساليب، وذُيِّلت الدراسة بخاتمة أجملت أبرز النتائج، ثم قائمة المصادر والمراجع.