الإدراك هو عملية معقدة تشمل استقبال وتفسير المثيرات من قِبل المخ البشرى، وعليه يتخذ الإنسان رد الفعل المناسب حسب الموقف وخصائص الإنسان، حيث يمتلك الإنسان أنواعًا مختلفة من الإدراك مثل الحسي، المعرفي، الاجتماعي، الحركي، والزماني. وتتم عملية الإدراك عبر عدة مراحل تشمل الإحساس بالمثيرات، التركيز، الاختيار، التنظيم، التفسير، وينتهي بالسلوك. يتمثل النظام السلوكي البشري في تجميع وتنسيق المعلومات مستفيدًا من التجارب السابقة. ويتأثر الإدراك بعددٍ من العوامل، مثل العوامل المرتبطة بالمثيرات في محيط الإدراك، حيث يُسلط الضوء على المعلومات التي يتلقاها الفرد من العالم الخارجي، والتي تتمثل في خصائص الفراغ الداخلي. تتسم المثيرات ببعض الخصائص التي تؤثر على عملية الإدراك داخل الفراغ، مثل قوة المثير والحركة والحجم، وكذلك التباين والتكرار والتشابه، والتي تحدد تأثيرها على إدراك الفرد. كما تؤثر أيضاً العوامل المتعلقة بالفرد في عملية الإدراك، مثل الحاجات، الدوافع، الخبرات السابقة، والتكوين الفسيولوجي، أما العوامل المتعلقة بالبيئة الإدراكية تتضمن الإضاءة، الألوان، توزيع الفراغ، الضوضاء، وعناصر أخرى تؤثر على فهم الأفراد للفراغ وراحتهم فيه. تفاعل هذه العوامل يشكل البيئة الإدراكية ويحدد كيفية استجابة الأفراد لتصميم الفراغ الداخلي. يتضمن إدراك جمال الفراغات الداخلية تصوير الخصائص، تفسير الإشارات بواسطة العقل والذاكرة، والحكم على الجمال أو القبح. إن تحقيق جاذبية التصميم يتطلب تفاعلًا مع عوامل متعددة داخل الفراغات، ويُرسل كل فراغ رسائل تثير مشاعر الرضا أو الرفض بناءً على الخصائص الشخصية، وعندما يتحقق التوازن بين التأثير الجمالي والتفاعل الحسي، ينعكس ذلك على حالة الروح بين الرضا والرفض. خصائص عملية الإدراك، مثل الاختيارية والمرونة وقابلية التحول، مع التركيز على أن الإدراك هو عملية انتقائية. تكمن مشكلة البحث في كيفية إدراك الإنسان للبيئة المحيطة، حيث من الممكن أن يسبب التصميم الراحة أو الضيق للإنسان، حيث يمكث الإنسان غالبية وقته في فراغات منغلقة تحتوي على عناصر متنوعة ذات خصائص متباينة، والتي تمثل مثيرات للإدراك الإنساني داخل الفراغ. كما تكمن مشكلة البحث في الوقوف على الكيفية التي يتعامل بها إدراك الإنسان مع المثيرات المتعددة داخل الفراغ الواحد بهدف تفسير إدراك الإنسان لعناصر التصميم الداخلي داخل المباني، والتي يترتب عليها حالة الرضا والانسجام أو حالة الرفض والنفور من المكان، وذلك من خلال منهج وصفى تحليلي.