تُحاول هذه الدراسة تحديد الفعالية الاجتماعية للأفلام الوثائقية في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحديد طبيعة الموضوعات التي تتناولها الأفلام الوثائقية، والكشف عن أهم التحديات التي تواجه الصناعات الثقافية والإبداعية تحديدًا الأفلام الوثائقية، ومعرفة سيناريوهات استدامة تلك التغيرات التي أنتجتها التحوّلات الرقمية على الأفلام الوثائقية، والكشف عن مدى كفاءة الأفلام الوثائقية في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وإيضاح أهم الخطط المستقبلية المطروحة لتحسين كفاءة الصناعات الثقافية والإبداعية. وترتكز على نظرية رأس المال البشري، ونظرية التلقي، والصناعات الثقافية ومدرسة فرانكفورت، وأخيرًا نظرية المستحدثات أو المبتكرات. أُجْريت الدراسة الميدانية على عينةٍ عمدية من المتابعين للأفلام الوثائقية واُخْتير (21) متابعًا في حضر محافظة الجيزة؛ وذلك بعد إجراء دراسة استطلاعية طُبقت فيها أداة الاستبيان على عينة من المتابعين وغير المتابعين للأفلام الوثائقية. كما اعتمدت الدراسة التحليلية على تحليل مضمون (8) أفلام وثائقية، بالإضافةِ إلى أداة الملاحظة والمقابلات المتعمقة وحلقات النقاش البؤرية. وخلصت إلى كفاءة الأفلام الوثائقية وفعاليتها في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وذلك من منطلق توفر السياق المجتمعي الداعم لها؛ نظرًا إلى اهتمام الأفلام الوثائقية بنوعية الأحداث الواقعية مع اختلاف أساليب تناول القضايا وطرق معالجتها. وتوصي الدراسة بالآتي: ضرورة اتجاه الدولة لتوجيه الدعم للصناعات الثقافية، ووضع الخطط التنموية لزيادة المحتوى الرقمي من الأفلام الوثائقية المهتمة بالتُراث الثقافي وتحديدًا الحرف التقليدية باللُّغة العربية وباللُّغات المتعددة؛ لإتاحة المنتجات والصناعات الثقافية عبر المنصات الرقمية للمساعدة في تسويقها وحمايتها، ونشرها بسعر مناسب دون التأثير على المنتج نفسه، وحماية حقوق الملكية الفكرية لصانعي الأفلام الوثائقية لحماية الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال التشريعات.