فإن الله U قد قال في كتابه الكريم مخبراً عن أهوال يوم القيامة في مطلع سورة الحج : يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢، يخبرنا الله U عن يوم القيامة ذلك اليوم العظيم أهواله الشديد كرباته، يوم يلقى فيه الخلق من الوجل والذهول ما يجعل عقولهم فيه تطيش، مؤمنهم وكافرهم، حتى الأنبياء والرسل ينالهم من الكرب ما ينالهم، ولكن حالهم اللوذ بالله U والتعلق به، فتجدهم يرجون السلامة ويطلبونها وألسنتهم تلهج بـ "اللهم سلم سلم" ، بل نجد أن الملائكة لهول الموقف تلهج بذلك الدعاء، فكان لذلك الدعاء مكانه من الأهمية؛ لعظيم المطلوب فيه، ولحال وقته، حتى سماه رسول الله e شعار المؤمنين، مما جعلني أتتبع مواضع وروده في السنة؛ لجمعها ومعرفة ثبوتها، في هذا البحث الذي وسمته بـ (دعاء " اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ " -دراسة حديثية نقدية -).