برغم ان مصطلح العمارة الخضراء يبدو جديد نسبيا إلا أن جذور هذا الفكر ليست بجديدة, حيث سعى الانسان دائماً للتكيف مع بيئته والتكامل معها.حيث مر الفكر المعماري من منظور علاقته بالبيئة بمراحل مختلفة، بداية بالعمارة المحلية وكان دور البناء محاولة للتأقلم مع البيئة من خلال المواد المتوفرة آنذاك بإختلاف أنواع البيئات.ثم ظهرت العمارة العالمية، وكان مفهوم البناء هو أنه عبارة عن آله للعيش فيها، فتولدت مباني معزولة عن بيئتها معتمده على تكنولوجيات صناعية تعبر عن قوة العقل البشرى في تحدى الطبيعة، وكان نتاجها ظهور مشكلات عديدة للمستخدم .ثم ظهرت حركات مضادة لهذا الفكر الصناعي منها العمارة العضوية، ولكن إستمر الفكر الصناعي الوظيفي في سيادته وتضخمت المشكلات البيئة ، كرد فعل من الطبيعة على المحاولات التخطيطية والمعمارية غير المتوافقة مع توازنها، ، وتلويث وتدمير النظام البيئي وحدوث الاحتباس الحرارى الذى ساهم بدوره فى ظهور التغيرات المناخية، ، وأصبح من الضرورى البحث عن فكر جديد ، يحترم الإختلافات النوعية بين المواقع محققا التوازن و يهدف إلى تحقيق التوافق والتناغم بين احتياجات الإنسان ومعطيات بيئته والتعامل الأمثل مع المتغيرات البيئية والمناخية للوصول إلى تحقيق راحة الفرد وتأمين احتياجاته، فكانت العمارة الخضراء التى تراعى الاعتبارات البيئية فى كل مرحلة من مراحل البناء، والتى امتد مفهومها ليشمل مواد البناء المستخدمة في التشييد،. وتتمثل المشكلة البحثية في عدم وجود استراتيجيات ملزمة للمعماريين لاستخدامها فى مواجهة التغيرات المناخية مما يهدد عمارة المستقبل من اثار هذه التغيرات ويهدف البحث من خلال استعراض مشكلات التغيرات المناخية التي تهدد عمارة وعمران المستقبل وطرح استراتيجيات العمارة الخضراء كاحد اساليب مقاومة هذه التغيرات وتعزيز الفكر المعماري بها لما لها من اهمية