نهدف من هذا البحث إلى تسليط الضوء على إحدى المصطلحات النقدية المعاصرة، التي استأثرت باهتمام الباحثين في الدرس الأدبي والنقدي في مختلف الجامعات العربية، باعتبار أن الرؤى الغربية الحديثة والمعاصرة تلقى رواجًا وقبولًا واسعًا لدى الباحثين العرب، وذلك دون رؤية فعلية لهذه الكتابات التي تنتشر سريعًا في الأوساط العلمية بغير تعقل وتبصر لحقيقتها.
تراءت لي فكرة هذا البحث لعاملين رئيسيين؛ أولهما يتعلق بالرؤية العربية التراثية الفذة للعديد من المصطلحات التي يعيد الغربيون نحتها في الوقت الراهن، فوجب علينا الوقوف برؤية تأصيلية لمثل هذه الحالات الكثيرة والمنتشرة، والثاني يتمثل الإيماء للباحثين العرب بكل أطيافهم وأعمارهم بإجالة النظر في التراث العربي الثَّر، والربط بين الأصالة والمعاصرة بمنهجية علمية ترتضيها عقليته وتنميها رؤيته.
رغبة في تحقيق أهداف الدراسة اعتمدت على محددات المنهج الاستقرائي الذي يفسح لنا المجال في استقراء النصوص المتعلقة بمصطلح المفارقة قديمًا وحديثًا، وتحليلها برؤية علمية منهجية تنأى عن التعصب، وتروم الوصول إلى نتائج يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار، وقد تضمن البحث عناصر مقدمة، وعناصر ثلاثة، وخاتمة، وثبت للمصادر والمراجع.