إن بيئة المشرق الإسلامي بيئة لها من الخصائص المناخية ما قد يدفع المسلم إلى النفور منها  والبحث عن بيئة أخرى أكثر ملائمة للعيش، لذلك بدأ الإنسان المسلم البحث باستخدام العلم عن وسائل تقيه وتحميه من ظروف البيئة خاصة من ارتفاع درجة الحرارة التي قد تصل إلى خمسين درجة مئوية، كان علم الحيل أو علم الصنعة هو العلم الذي لجأ له المسلم لابتكار أدوات ووسائل تجابهة الحر الشديد وقلة الأمطار والرياح، لم تكن كل الوسائل التي وصل إليها المسلم لمجابهة الحر وسائل من إختراع المسلم وإنما بعض هذه الوسائل هي نتاج حضارات أخرى مثل الحضارة الفارسية وقد قام المسلم بأخذ ما يتناسب مع دينه من هذه الوسائل، أول هذه الوسائل هي الثلج وقد حصل المسلمون عليه من قمم الجبال في بلاد العراق وبلاد الشام  ومن أشهر الجبال كان جبل الثلج وجبال طوروس فيذهب الثلاجون المشتغلون بمهنة الثلج إلى قمم تلك الجبال لجلب واختيار قطع الثلج الكبيرة التي تتحمل ظروف المناخ والمسافات الطويلة ثم يقومون باستخدام الخيش في لف قطع الثلج وحمله من قمم الجبال ثم وضعه  في صهاريج لحفظ الثلج بها لاستخدامه في أغراض عديدة وينتظر الناس أحيانا سقوط الثلج من السماء فلقد اعتاد الناس على سقوط الثلج في الأزقة والطرقات فيقومون بجمعه وكبسه ودكه ثم يقومون بحفظه في الصهاريج لاستخدامه في السنوات التي لم يسقط بها الثلج، لم يقتصر استخدام الثلج في المشرق على تبريد المشروبات وتبريد المياه مثلما كان يفعل خلفاء بني أمية وعمالهم مثل الحجاج بن يوسف الثقفي عامل بني أمية على العراق ومثلما كان يفعل خلفاء بني العباس مثل المأمون والواثق وهارون الرشيد والمهدي وغيرهم وإنما استخدم الثلج في أغراض طبية كثيرة وفي علاج بعض الأمراض مثل الحمى وعلاج الدمل وتسكين وجع الأسنان وفي إجراء العمليات الجراحية التي تتطلب تخدير للمريض وفي  علاج النقرس وغيرها من الأمراض.