تعتبر المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات نواة التأثيرعلى المجتمع نحو التحول إلى الفكر المستدام وزيادة الوعى فى المجتمع بأھمية تطبيق مفهوم الإستدامة ليس فقط من خلال المناھج التعليمية التى تدرس، ولكن من خلال التطبيق على المبانى التعليمية القائمة المحيطة بهم، فتلك المبانى تحتاج إلى إعادة تأھيل لتحسينها ورفع كفائتها، ويكون ذلك بتحسين جودة البيئة الداخلية، وإدارة المخلفات، واستخدام مواد غير ملوثة والإستفادة من إمكانيات الموقع . وقد أثبتت الدراسات والبحوث أن ھناك إرتبا طا وثيقًا بين طبيعة البيئة الجامعية وسلوك الطلاب وإنجازھم وإتجاھاتهم نحو الدراسة، فالطالب الذى يجد فى البيئة الجامعية ما يساعده على النمو السوى والشعور بالأمن والتقدير نجده متوافقًا نفسيًا وإجتماعيًا ولديه الدافع للإنجاز، أما إذا كانت البيئة الجامعية فقيرة ومليئة بالإحباط فإن ذلك يؤدى إلى ظهور الإضطرابات السلوكية والذھنية، بالإضافة إلى تدنى مستويات التحصيل لديهم . ومن ھنا يتناول البحث فكرة تحسين الأداء الوظيفي للمباني المعمارية وخلق مسـاحات رحبة فى المبانى التعليمية عن طريق إعادة إستخدام الحيزات الغير مستغلة أو المهدرة فى المبانى الإدارية بشكل عام والتعليمية بشكل خاص، ومحاولة إستبدالها وإعادة ترتيبها وتوظيفها، وربط توفير المساحات بمشاريع التنمية المستدامة لما فيھا من ضرورة ملحة في تحقيق الراحة الحرارية والنفسية داخل المبنى، والتخلص من المخلفات الزائدة وسوء التخزين لتدفق الطاقة الإيجابية فى كافة الحيزات المعمارية، وذلك لتحقيق الإفادة النفسية لمستخدمى المنشأ، بل وأيضاً للإفادة المادية للمؤسسة بأجمعها، وقد تم إختيارمبنى كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة سوهاج كحالة دراسية ليتم تطبيق مبادئ البحث عليها.