حدث تطور في الفكر الديني خلال عصر الدولة الحديثة، ونتيجة لذلك تطورت بعض المفاهيم الدينية وظهرت مفاهيم أخرى ومنها مفهوم "التقوى الشخصية" الذي يعكس العلاقة بين الفرد والمعبود مما أدى إلى ابتكار أدوات جديدة للتواصل مع المعبودات ومنها ما يعرف باسم "لوحات الأذن"، التي تُعد وسيلة يمكن من خلالها استماع المعبود لطلبات وتوسلات ورغبات ومناشدات الأفراد ومن ثم تلبيتها، ولوحظ خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة أن هذه اللوحات كانت تصور إما الأذن فقط أو الأذن مع المعبود والشخص الذي له حاجة، ثم في الأسرة التاسعة عشرة اتجه المصريون للنصوص أكثر من التصوير، وأصبح يشار إلى الأذن والاستماع في النص دون تصويرها، وقد اختلف عدد الآذان المصورة من لوحة إلى أخرى، إذ وصل في أدناها إلى أذن واحدة وفي أقصاها إلى حوالي ثلاثمائة وست وسبعون أذن، أما حجم هذه اللوحات فكان متباين، فبعضها كان لا يتجاوز بضع سنتيمترات، في حين وصل البعض الآخر المتر الواحد ارتفاعاً، وعثر على أغلب هذه اللوحات في منطقتين رئسيتين هما دير المدينة في جنوب مصر، و منف في الشمال، وارتبطت هذه اللوحات بمعبودات بعينها دون غيرها يأتي على رأسهم المعبود "بتاح"، ويمكن القول بأن الدولة الحديثة كانت العصر الذهبي لهذا النوع من اللوحات، إذ انها اختفت فيما بعد الأسرة العشرين.