تتناول الورقة البحثية مجموعة من النقوش النبطية غير المنشورة بمنطقتي الصهو بجنوبي سيناء بالدراسة والتحليل، وذلک للوقوف على أسماء الأعلام النبطية الواردة في النقوش، والتعرف على المعبودات النبطية التي عبدها الانباط بشکل عام وفي سيناء بشکل خاص، کما تهدف الدراسة إلى معرفة مدى تأثر الأنباط بالشعوب السامية الأخرى، وذلک من خلال مقارنة أسماء الأعلام الواردة في النقوش بالکتابات السامية الأخرى، کالآرامية، والتدمرية، والثمودية، واللحيانية، والسبئية.
منطقة الصهو
يعتبر وادي الصهو من الوديان الفرعية الهامة في جنوب سيناء، (وهو عبارة عن وادي متسع يمتد من الشرق للغرب)، وتعتبر منطقة الصهو أحد المواقع التي تقع على الطريق التجاري النبطي المار بجنوبي سيناء، ذلک الطريق الذي يربط بلاد العرب عبر الميناء النبطي المکتشف في منطقة دهب، أو ربما يبدأ هذا الطريق من ميناء أيلة (العقبة) ثم يتجه جنوبًا ليصل إلى وادي فيران، ومنه إلى وادي مُکَتَب (أحد أشهر مناطق تواجد الأنباط في جنوبي سيناء وربما يدلل کثرة النقوش النبطية بها على کونه منطقة للاستقرار النبطي في جنوبي سيناء)، ثم يمتد الطريق ليصل لوادي الشلال، ومنه إلى وادي الصهو ومن ثم تعبر القوافل نقب الرکايز، والذي يؤدي إلى وادي بعبع، الذي يمر بوادي اللحيان ومنه إلى وادي النصب ثم وادي الخريج، ومنه لمنطقة أم رديم عبر منطقة الرملة ليصل إلى وادي الحمر، ومنه إلي وادي غرندل ثم يتجه شمالًا ليصل إلى خليج السويس (حيث عثر في منطقة غرب خليج السويس في منطقتي السليک وأم دمرانة على العديد من النقوش النبطية والتي تسجل مرور الأنباط بتلک المناطق) ، ومنه عبر وادي الطميلات إلى الدلتا وشمال أفريقيا.