يسعى هذا البحث إلى الكشف عن جمالية اللغة الشعرية عند شاعرة من أبرز شاعرات الوطن العربي في العصر الحديث الشاعرة الفلسطينية (فدوى طوقان)، ويحاول الوصول إلى جوهر لغتها الشعرية، والكشف عن دلالاتها وأبعادها الجمالية، خاصة وأن اللغة الشعرية هي معيار التفاضل والتمايز بين الشعراء ، وتكمن أهمية البحث في أن اللغة الشعرية هي التي ترسم التجربة وتوضح خصوصيتها وتجلى فيها عبقرية الشاعرة، بالإضافة إلى أهمية الإنتاج الأدبي للشاعرة فدوى طوقان والذي جعلها تتبوأ مكانة لائقة في الشعر الحديث والمعاصر.
وقد حاول هذا البحث تحقيق عدد من الأهداف أهمها الاطلاع على التجربة الشعرية الخاصة للشاعرة في ديوانها ( وحدي مع الأيام ) والتي برزت من خلال اللغة وعبرت عن كوامن شعورها وانفعالاتها، وقد تم تقسيم هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة تتضمن النتائج وأهم التوصيات، حيث تناول المبحث الأول: جمالية اللغة الشعرية في المعجم الشعري والحقول الدلالية، وتناول المبحث الثاني: جمالية الانزياح في ديوان وحدي مع الأيام.
واقتضت طبيعة البحث أن يتبع المنهج الوصفي التحليلي، وتوصل إلى مجموعة من النتائج منها: أن الشاعرة قد استحضرت قضايا الوطن من خلال المعجم الاجتماعي والوطني ، وغلب على معجمها الذاتي والنفسي التأمل الفلسفي لقضايا الموت والفناء والعدم والوجود، وقد جاء الانزياح مُظهراً اهتمام الشاعرة بتصوير الطبيعة، وكان أكثر الانزياحات الدلالية التي استخدمتها متداخلة مع عناصر الطبيعة، في حين أن الانزياح التركيبي تجلى لديها في مظهرين الأول: هو التقديم والتأخير وأكثر مواضعه تقديم الجار والمجرور، أما المظهر الثاني: وهو الحذف حيث غلب لديها حذف المبتدأ.