سعى البحث إلى الكشف عن رؤية الشاعر (محمود درويش) للموت في ديوانه (العصافير تموت في الجليل)، وقد اختار البحث هذا الديوان تحديدا؛ لأن المتأمل فيه يجد كمًّا من الألفاظ والمعاني الدالة على الموت، فلا تخلو قصيدة من مفرداته أو دلالاته، حتى أصبح محور ارتكاز الديوان، كما أن توظيفه للموت يعكس الأفق الفكري والحدس الفني الجمالي للشاعر في تعامله مع الموت، مما منح قصائد الديوان رونقا مغايرا، تجلى في تعدد أشكال الموت وطرق تناوله، وقد حاول البحث الإجابة على عددٍ من التساؤلات، منها: كيف تشكلت رؤية الموت في ديوان (العصافير تموت في الجليل)؟ وما التقنيات والوسائل الفنية التي وظفها الشاعر لرسم لوحاته التصويرية للموت؟، وقد اقتضى ذلك استثمار آليات السيميائية؛ من أجل فك شفرات النصوص الشعرية، واستنطاق ما تحمله من علامات؛ للاستعانة بها في الوصول إلى ما تستبطنه من معان عميقة في بنائها الداخلي، وقد توصل البحث إلى عدد من النتائج، من أهمها: تعدد أشكال الموت وطرائق تعامل الشاعر معه، إذ منحه خصوصية ميزته، ومزجته بمعان عدة، بالإضافة إلى استدعائه لرموز تاريخية وأسطورية أيضا، مما أسهم في رسم صور ولوحات تصويرية للموت، تخالف الصورة الثقافية الجمعية الراسخة في الوجدان الجمعي.