تتناول هذه الدراسة تنزيل ما لم يقع منزلة الواقع عند المفسرين، وهو من طرائق الاستعمال القرآني في تناول الألفاظ وتصريف المعاني، بغية الإبانة عمّا يكتنفه من دلائل إعجازية وعقَدية، والوقوف على آليات توظيفه عند المفسرين في توجيه المعنى.
وقد استقرأت الدراسة طرائق المفسرين في توظيف (تنزيل ما لم يقع منزلة الواقع) في توجيه المعنى، ولهم في ذلك ثلاثة مسالك؛ (أولها): توجيه المعنى بتنزيل ما لم يقع منزلة الواقع؛ حملًا على نظائره، (والثاني): توجيه المعنى بتنزيل ما لم يقع منزلة الواقع؛ استدلالًا بقرائنه، (والثالث): توجيه المعنى بتنزيل ما لم يقع منزلة الواقع؛ استدلالًا بمعهود القرآن في ذلك.
ويؤخذ من مجموع النماذج التطبيقية المتنوعة في هذه الدراسة عند المفسرين في قرون شتى: أن توظيف (تنزيل ما لم يقع منزلة الواقع) في توجيه المعنى التفسيري مسلك شائع مطّرد عند المفسرين؛ من لدن متقدميهم إلى متأخريهم ومعاصريهم، وأن تعاقبهم على إعماله؛ مفسرًا إثر مفسر، وجيلًا بعد جيل، على اختلاف مدارسهم ومناهجهم: يدل على تقرره وسيرورته في المدونة التفسيرية عبر القرون.