يمثل النمو العمراني الحالي ضغطاً شديداً على الأنظمة الحضرية، لما له من تأثير على الجوانب البيئية و الإجتماعية في المدن. مما أدى إلى ضرورة دعم إتخاذ القرارات نحو حلول تساهم بشكل أفضل في المرونة الإجتماعية و البيئية، و من أفضل هذه الحلول هو إتباع نهج ظهر مؤخراً يدعى النظم الإجتماعية الإيكولوجية (SES)، و يستند هدا النهج إلى دراسة كيفية دمج المرونة (Resilience) في العمران وعلاقتها بنظرية تحليل بنية الفراغ (Space Syntax Analysis) . ولهذا السبب تناولت الورقة البحثية مفهوم النظم الاجتماعية-الإيكولوجية و أهمية تداخلها في العمران، ثم توضيح مفهوم نظرية تحليل بنية الفراغ و القياسات الأساسية لها، و من ثم تناولت الورقة البحثية الدراسات التي تؤكد على أنه بدمج النظم الاجتماعية-الإيكولوجية و نظرية تحليل بنية الفراغ في العمران من خلال ثلاث محاور أساسية هم ((Distance,Diversity,Density تتوفر الخدمات الاجتماعية كالتواصل الاجتماعي و الخدمات الإيكولوجية كالتقليل من نسب التلوث و الأحمال الحرارية. و التي نتج عنها أن العديد من المشروعات العمرانية أصبحت تتناول نهج النظم الإجتماعية-الإيكولوجية لتعزيز المرونة الاجتماعية والبيئية في تشكلها العمراني مستعينة بنظرية تحليل بنية الفراغ كأداه للتشخيص و التطوير بناءاً على مجموعة من القياسات الأساسية هم الإندماج(Integration)، الإتصالية (Connectivity)، الإختيار(Choice)، الإندماج الزاوي(NACH)، الإختيار الزاوي(NAIN). لذا تستهدف هذه الورقة البحثية دراسة أمثلة من هذه المشروعات العمرانية مستنبطاً المعايير والمؤشرات التي يجب توافرها في العملية التصميمية للشكل العمراني لتعزيز نهج النظم الاجتماعية-الإيكولوجية.