يُمثل التكامل الإقليمي واحداً من أهم الآليات الدولية لاكتساب مزايا تجارية تعزز من التبادل الدولي للدول الشريكة به، ويُمثل تكتل الكوميسا واحداً من أهم صور التكامل الاقتصادي الإفريقي التي تعزز علاقات مصر الدولية مع نظراءها التجاريين داخل القارة الإفريقية، وعلى الرغم من المزايا التجارية التي تمنحها الاتفاقية للدول الأعضاء، إلا أن التكتل الكوميسا لازال إلى الأن لا يُعد أحد الشركاء التجاريين الأساسين لمصر في تجارتها الدولية، على الرغم من مُضي  حوالي 28 عاماُ على انضمام مصر إلى التكتل، لذا تحاول هذه الدراسة تقييم عضوية مصر إلى التكتل وانعكاساتها على معدلات التبادل الدولي لمصر مع دول التكتل، وأهم السلع التي تتميز مصر في تجارتها بميزة تنافسية مرتفعة وذلك من خلال تحليل مجموعة من مؤشرات التكامل التجاري وبالتطبيق على بيانات الفترة منذ عام 1997 وحتى عام 2022، حيث أوضحت الدراسة ضعف استفادة مصر من مزاياها التجارية داخل التكتل، ولعل السبب في ذلك هو تشابه الهياكل الإنتاجية بين دول التكتل، واعتمادها على شركاء أخريين في تجارتها الدولية، تلك الدول التي تختلف هياكلها الإنتاجية عن الهيكل الإنتاجي لمصر، لذا وللتغلب على هذه الإشكالية لابد من استهداف تعزيز سلاسل القيمة بين مصر ودول التكتل، لاستهداف زيادة تجارة مصر الدولية مع شركائها الحاليين وتعزيز مزاياها التجارية، بدلاً من تزايد منافستها الدولية مع الدول الأعضاء في التكتل.