يهدف البحث إلى بيان عقيدة العصمة عند الشيعة الإمامية الاثنى عشرية، من الذنوب كبيرها  ،وصغيرها ،وكذا ،والأخطاء المتعمدة ،والسهوية ،وكذلك النسيان، وقد استدلوا على عقيدتهم بعصمة الأئمة بعدة آيات، وكذا بالعديد من الأحاديث والروايات عن الأئمة إضافة إلى أدلة أخرى عقلية، وقد أضحت العصمة عندهم من شروط الإمامة وصفاتها، ومن معتقداتهم الأساسية المعلومة من الدين بالضرورة، فهم متفقون على أنّ الأئمة معصومون من كل الذنوب كبيرها وصغيرها، عمداً أو سهواً، ومن أي نوع من الخطأ والاشتباه طيلة حياتهم،
ولا فرق في ذلك بين سن الطفولة وسن النضج العقلي، ولا يختص هذا بمرحلة الإمامة، بل من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله تعالى، وإلَّا ما جازَ قَبولُ الشَّرعِ عنهم، فهم وحدهم المبلغون عن الله تعالى ، ولذلك لاتكون الطاعة المطلقة
إلا لهم ، والرد عند التنازع لايكون إلا للذي بلغوه عن ربهم ، ولا طاعة إلا لمن اقتفى أثرهم ، وسار على سننهم، ومن أجل الوقوف على ظاهرة الغلو والتطرف كان هذا البحث الذي سعينا من خلاله إلقاء الضوء على هذه الظاهرة التي ينبذها الإسلام ولايقرها، وكان المنهج المتبع في هذا البحث هوالمنهج الاستقرائي التحليلي، حيث تم الوقوف على مظان كلام الشيعة على عقيدتهم بعصمة الأئمة عندهم، ثم جمعها وشرحها وتوضيحها ،واشتمل البحث على مقدمة، وثلاثة مباحث، المبحث الأول: تعريف العصمة لغة واصطلاحا، والمبحث الثاني:أدلة القرآن التي استدل بها الشيعة على العصمة ومناقشتها، المبحث الثالث:أدلة السنة التي استدل بها الشيعة على العصمة ومناقشتها، والله تعالى نسأل أن يرزقنا سُبُل الهُدى، وأن يُجنبنا موارد الهوى والرَّدى، وسُبُل الغواية والعمى، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .