يهدف البحث إلى أن القرآن معجزة هذه الأمة، وعلا على أساليبهم بأسلوبه البياني الفريد الذي تنوعت فيه أوجه العلو تنوعًا لا تنقضي عجائبه، ومن ذلك التشابه الكبير بين بعض آياته، فقد تشترك الآيات في ألفاظها وتختلف في نظمها، فيكون لكل آية معنى لا تؤديه الآيات الأخرى مع اتحاد ألفاظها
أو تقاربها، وتتجلى أهمية هذا البحث بارتباطه بعلم المتشابه اللفظي، الذي يعد من العلوم الدقيقة التي تقدم التأليفُ فيها، واعتنى به المصنفون من أئمة القراءات، وجُعل مبحثًا من مباحث علوم القرآن، وأفردت كتب متقدمة في توجيه بعض الآيات المتشابهة، إلاَّ أن هذه الكتب لم تستوعب توجيه جميع الآيات المتشابهات في القرآن الكريم في سورة آل عمران، وما يشابهها في بقية سور القرآن، والتي لم يرد توجيهها في الدراسات السابقة، ودراسة تاريخ التأليف في علم التوجيه، فكان المنهج المتبع في البحث المنهج الاستقرائي التحليلي، وقد بلغ عدد الآيات المدروسة في هذا البحث اثنتي عشرة آية، وقد خلص البحث إلى نتائج من أهمها: أن التشابه اللفظي بين الآيات يقع في أولها ووسطها وفي فاصلتها، وأن أساس التوجيه والحاكم فيه السياق، يليه بعد ذلك اللغة، ومن أهم التوصيات: أن تَدرُس مراكز الأبحاث الآيات المتشابهة دراسة موسوعية وذلك بجمع جميع الآيات المتشابهة، فقد يتعذر ذلك على الباحث، ويشتمل البحث على مقدمة، وفصلين، وخاتمة التي تحتوي على نتائج مثل: أن التشابه اللفظي بين الآيات يقع في أولها ووسطها وفي فاصلتها، يعد كتابي درة التنزيل للإسكافي وملاك التأويل للغرناطي عمدة كتب التوجيه، ومن جاء بعدهم نقل عنهم، ويظهر ذلك جليًا في الدراسة النظرية، يعد توجيه المتشابه من ألوان التفسير بالرأي، فلا يمكن الجزم بصحة توجيه على آخر، فالتوجيه المعتبر هو ما يقوم على أسس صحيحة من مراعاة السياق، واللغة، والتفسير الصحيح للآية.