إن وجود قيادة تربوية واعية تستطيع حشد الموارد والمساهمة في التركيز على تقديم مجموعة من الخدمات للمستفيدين، يتطلب تطوير استراتيجية واقعية توجه فكر الإبداع والابتكار في دعم تطور العملية التعليمية، وتؤكد على الثقافية المؤسسية التي تنطلق من الموارد الموجودة، والتي تعمل أيضا على تطوير وتنفيذ أوجه التميز المؤسسي للمدرسة. إن وجود التزام بثقافة الابتكار التنظيمي لدي المديرين يعمل على تمكينهم من المساهمة بشكل فعال في تحقيق أهداف العملية التعليمية، من خلال تحفيز أفرادها على العمل المستمر نحو دعم قيم الابتكار، مع التأكيد من توفير الفرص والموارد اللازمة للمؤسسة التعليمية، الأمر الذي يشير إلى أن الابتكار التنظيمي له بعدين، الأول المستوي الفردي للمدير، والآخر المستوي الهيكلي الذي تنطلق منه المؤسسة التعليمية لتحقيق التميز المهني([1]). إن قيادة الابتكار التنظيمي من شأنها أن تعمل على زرع ثقافة التميز المهني من خلال بناء فرق العمل، وتمكين القيادة، و استخدام مداخل مرنه وأفقية داخل العمل الإداري، بالإضافة إلى المشاركة بمجموعة من الأفكار المبدعة مع القيادات الاستراتيجية بما يمكن المناخ المدرسي من توجيه العمل داخله على كافة المستويات لتحقيق الجودة التعليمية، وقد أكدت عدد من الدراسات والأدبيات على أن هناك علاقة وثيقة بين الابتكار والتنظيمي والتميز المهني بحيث تكون للمدرسة الثانوية بصفة خاصة مجموعة من الخصائص الإدارية المتميزة. ومن هذه الخصائص مدرسة ذات ثقافة مؤسسية، تعكس مجموعة من القيم والمعتقدات والسلوكيات واللوائح والنظم التي تتبعها إدارات التعليم، حتي تتوجه جهود العاملين داخلها نحو إنجاز مجموعة من الأهداف المشتركة الواضحة والمعلنة بما يميزها عن غيرها من المؤسسات التعليمية الآخري^([2]).   [1]-  داود حسن بن عبدالعزيز:" واقع التميز في أداء مدارس التعليم العام بمنطقة الرياض في ضوء معايير نموذج حائزة الملك عبد العزيز للجودة"، مجلة كلية التربية، جامعة الملك سعود،  آذار، 2020، ص 136 [2]- أسامة حسن مبروك وذكي على ثابت:" تنمية الابتكار الإداري لدي مديري المدارس الثانوية بمحافظة المنيا على ضوء مدخل القيادة الأخلاقية"، مجلة كلية التربية، جامعة الفيوم، المجلد16، العدد10، ديسمبر،2022، ص1099