المقدمة:
يعد فن النسيج على وجه العموم من الاستجابات المباشرة للعوامل الفكرية والاجتماعية والتاريخية لأي من المجتمعات الإنسانية وقد تطور ليصبح فى العصر الحديث من الفنون التى تتصف بالتغير فى الشكل والمضمون الفكري وهذا يحقق ايضا ما يسمى بالاتجاهات المعاصرة فى النسيج والتى تشير إلى خبرات متعددة استطاعت ان تتكامل مع سماتها الخاصة وتعبر الحركة الفنية للنسيج عن إبداع الفنان الذى تناول الخامات والأدوات بأسلوب بنائى يتماشى مع التطور الحادث بمجالات الفنون المختلفة فى عصرنا الحديث الذى شاهد تطورا ملحوظا فى فن النسيج كونه يتصف بالتغير السريع فى شكله الفنى ومضمونه الفكري مما نشأ عنه ظهور ألوان جديدة فى مضمار تواكب الاتجاهات المعاصرة فى مجالات الفن الأخرى.
حيث يعتمد الفنان فى تكويناته التى تتميز بالإبداع الفكرى الناتج عن انفعالاته تجاه ما يحركه ويستثير مشاعره معتمدا على خبراته فى اختيار الأساليب والتقنيات النسجية وكذا الخامات والأدوات التى تحقق له ذلك بما يتفق أيضا مع بناء الجانب الإبداعي كما يكتشف على آثارها عالمه المادى ليتعايش مع ما يتذوقه ويتفاعل معه.
فأن تلك التغيرات ينسج منها أنفتاح معرفي وثورة معلوماتية وتطور تكنولوجي وإطلاع على تجارب عالمية والاستفادة منها بما يتوأم مع طبيعة مجتمعة فكل ذلك يؤثر على فكر الفنان التشكيلي ورؤيته تجاة قضايا مجتمعه وأصبح يعيش في حالة فكرية متجددة تدفعه إلى المساهمة في ربط الفن بالمجتمع والأهتمام بقضاياه عن طريف لوحاته الفنية كما هو الحال عنما يعبر الفنان عن الأسرة والتفكك الذي يحدث لها نتيجة لأنفصال الأبوين لأسباب أدت إلى نشوء تلك المشكلة وبهذه الحالة يكمن دور الفنان التشكيلي في حل تلك القضية ويؤيد ذلك ما ذكرة (المسعري، 1430هــ) أنة منذ التاريخ البدائي للأنسان تعتبر المورثات الفنية البصرية أشد المؤثرات التي أدت إلى فهم حقائق تاريخية بعيدة تمتد إلى تاريخها المعاصر. ويشير (عطية 1997) إلى أن وجود الفن يرتبط دائماَ بالظروف الأجتماعية ويتطور وفقاَ لقوانينة. يؤكد (عبد الناصر غارم) بتناول القضايا الأجتماعية في أعمالة الذي أعتمد على أسلوب التركيب الفراغي الذي يوضح أوضاع العالم العربي الذي يحدث في الفترة الأخيرة.