كتاب الحافظ ابن رجب "جامع العلوم والحكم" يعتبر روعةً في بروز فكرة (الحديث الموضوعي) من حيث وفرة المادة التي ملأها من هذا النوع من الحديث في شرحه لأحاديث "الأربعين النووية"، مما يُعدّ سبقا فريدا -بالنسبة لعصره وطبقته- في تطبيق هذه الفكرة التي سُميت في أيامنا بـ(الحديث الموضوعي). ويهدف هذا البحث إلى إبراز مكانة هذا الكتاب العُجاب من هذه الناحية، حيث لا يُلتفت إليه أنه مصدرٌ ثرٌّ لهذا النوع من الحديث. ويُعتبر البحث بتوفيق الله تعالى أول بحث يُكتب عن هذا الفن عند ابن رجب (المسمى بالحديث الموضوعي). ومن أهم نتائج البحث: أن عمل ابن رجب يمكن أن يُعتبر (أول دراسة تطبيقية للحديث الموضوعي) قبل أن ينشأ هذا الفن بمسماه وتطبيقاته المعاصرة. كذلك لا حرج في القول بأنه رحمه الله يُعدّ رائدًا لفتح آفاق (الحديث الموضوعي) للدراسات المعاصرة، من خلال الاستشهاد بالأحاديث المتعلقة بمعاني الأحاديث ومضامينها.