طُبِقَت اتفاقية حقوق الطفل في نفس العام الذي انطلقت فيه الشبكة العنكبوتية إلى العالم، أي قبل ثلاثون عاماً، والتي أحدثت تغييراً جذرياً في عالمنا المعاصر وأثرت تأثيراً مباشراً على مرحلة الطفولة والتي توثقة الأرقام والإحصائيات من أن هناك طفل من بين كل ثلاثة أطفال يستخدمون الإنترنت. (الرقمنة) ذلك المصطلح الذي يُعَزِز إمكانية حصول كل طفل  على فرص للتطور وتنمية ذاتية كاملة، بما تملكه من فوائد إيجابية  للبيانات الضخمة داخل الشبكة العنكبوتية والذكاء الاصطناعي، إلا أن إطلاق العنان للرقمنة وما تحمله من فوائد فإن مخاطرها ظاهرة ولها تأثيراتها التي تتطلب المزيد من الحماية الكاملة للأطفال وهوياتهم الافتراضية على الإنترنت. إن التحولات السريعة في مجال الرقمنة أدت إلى خلق جيلاً جديداً من الأطفال يُطلق عليهم (الأطفال الرقميون) لديهم أنماط من المشاركة الرقمية عن ذويهم من الأجيال السابقة، يرتبطون باستخدام دائم للتقنيات الرقمية في سن مُبَكِرَة جداً وبشكل مُفرِط أمام وسائل التواصل الاجتماعي مما يجعلهم عُرضَةً وبشكل متزايد للعديد من المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية. تُعَد التكنولوجيا الرقمية ظاهرة أساسية تؤثر في حياة الأطفال على نحو متسارع ومتزايد، وعلى الرغم من هذا فإن معرفتنا بمدى تأثير تلك الظاهرة على رفاهة الأطفال وحياتهم مازالت معرفة غير شاملة، وما يؤكد هذا أنه على الرغم من علمنا من تعرض الأطفال أثناء تواجدهم في بيئة الإنترنت إلى أفكار جديدة ومصادر معلومات ومحتوى رقمي متنوع، من الممكن أن يؤدي بهم إلى التعرض لمحتوى غير لائق يصل إلى أن يكون محتوىً ضاراً، إلا أننا مازلنا غير قادرين على تحديد مدى تأثير ذلك على رفاهية الأطفال أو صحتهم النفسية ومدى قدرتهم على الصمود ومواجهة ذلك المحتوى الرقمي الضار.