جاء هذا البحث معنوناً بـ ( العلاقات الخارجية لبنو سامة وآل وجيه بعمان في القرنين الثالث والرابع الهجري / التاسع والعاشر الميلادي (280-304هـ / 893- 965م ) إذ أن دولة بنو سامة التي قامت ببلاد عمان وكذلك إمارة آل وجيه التي تولت مقاليد الحكم في عمان في أعقاب سقوط بنو سامة ، كانت لهما علاقات خارجية مع القوي المحلية والاقليمية في ذلك الوقت ، وفي مقدمة هذه القوي التي ارتبطت بعلاقات سياسية واقتصادية مع بنو سامة وآل وجيه الخلافة العباسية في بغداد إذ ساهمت الخلافة العباسية في قيام دولة بنو سامة ومنذ ذلك الوقت ارتبطت تلك الدولة بعلاقات ودية ومصالح مشتركة مع دولة الخلافة الاسلامية ، واستمرت هذه العلاقات بين الدولة العباسية وآل وجيه الذين دانوا بالولاء السياسي والتبعية لبني العباس .
الي جانب العلاقات السياسية بين بنو سامة وال وجيه والدولة العباسية كانت هناك علاقات سياسية أخري لتلك الدولتين منها العلاقات مع القرامطة والتي اتسمت بالصراع والعداء ، إذ تتابعت الحملات القرمطية علي عمان بغية السيطرة عليها وانهاء النفوذ السياسي لدولة بنو سامة وآل وجيه ، وإلى جانب هذا الصراع والعداء الذي طبع العلاقات بين القرامطة ودولة بنو سامة وال وجيه بعمان ، توترت العلاقات السياسية كذلك بين الدولة البويهية وتلك الكيانات السياسية في عمان ، وخاصة في عهد دولة بنو وجيه التى أنتهي نفوذها السياسي بالسيطرة البويهية علي عمان .