ازداد التصنيف التاريخي غزارة خلال القرنين السابع والثامن الهجريين(ق 13-14م) سواء بالنسبة للتاريخ الحولي أو التاريخ حسب الموضوعات والطبقات. وقد اتبع اليافعي في عرضه لموضوعات مصنفه المنهج الموضوعي، وبأسلوب منظم وحسب التسلسل الزمني للأحداث التاريخية محافظا على وحدة الموضوع.
وتأثرت الكتابة التاريخية بعدة عوامل منها الحياة المذهبية التي أثرت على المؤرخين ومصنفاتهم بدرجات متفاوتة. ويُعَدٌّ اليافعي مؤلفاً مؤرخاً صوفياً لهُ العديد من المؤلفات.
ولد اليافعي في جبال يافع، جنوب اليمن حالياً سنة ثمان وتسعين وستمائة تقريباً (698- 768هـ/ 1298- 1367م) وكان من صغره تاركا لما يشتغل به الأطفال من اللعب، فلما رأى والده آثار الفلاح عليه ظاهرة، بعث به إلى عدن فاشتغل بالعلم وأصبح الشيخ الفقيه العالم، العامل الورع الزاهد علم بارز من أشهر علماء عصره(القرن الثامن الهجري)، أصحاب الجمع التأليفي ويسمى عفيف الدين عفيف الدين أبو السعادات بن فلاح اليافعي المكّي موطناً والشّافعي مذهب، أبو محمد، العالم المؤرخ المتصوف، صاحب «مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان»»، ونشأ اليافعي على خير وصلاح وظهر عليه آثار الفلاح، وكان في صباه ملازما لبيته تاركا لما يشتغل عليه أثار الفلاح، تاركا لما يشتغل به أقرانه من الصبية من اللعب ولم يكن يشتغل بشيء غير القرآن الكريم والعلم. فلما رأى والده آثار الفلاح ظاهرة عليه بعث به إلى مدينة عدن لطلب العلم على أيدي شيوخ عدن وحواضر اليمن، وكانت عدن حينها من أهم المراكز العلمية في عصر ازدهار الدولة الرسولية، لاسيما خلال عهد المؤيد الرسولي (696-721هـ) الذي بدأ حكمه مع ولادة اليافعي واستمر خمسة وعشرين عاماً حافظ خلالها على عهد سلفه المظفر( 647-694ه/1249-1294م)