النهج والمنهج والمنهاج كلمات مترادفه وكلاهم بمعنى واحد وهي الطريق الواضح ويقال: أنهج الطريق أي استبان وصار شيئاً واضحاً بيناً، ونهجت الطريق، إذا أنبته وأوضحته، ونهجت الطريق أيضا إذا سلكته، وفلان يستنهج طرق فلان، أي يسلك مسلكه ويسير على دربه، وبذلك فإن المنهج يعني السبيل الفكري والخطوات العلمية التي يتبعها الباحث في مساره بقصد تحصيل العلم، وكان العلماء المسلمون يعبرون عن المنهج بالأصول والقواعد، ولذلك وضعوا أصولا وضوابط للبحث في مختلف العلوم مثل، أصول الحديث" المصطلح" وأصول التفسير، وأصول الفقه.
أما المنهج في الدراسات التاريخية فإنه يعني إحياء الأحداث الماضية عن طريق جمع الأدلة ثم تنظيمها تنظيما مناسبا حتى يتم عرض الحقائق بأسلوب صحيح، وهو تدوين للوقائع الماضية والقيام بدراستها وتحليلها بناء على أسس منهجية علمية حتى يتم الوصول إلى حقائق وتعميمات تساهم في فهم الحاضر وتوقع المستقبل، وهو فن تسجيل حقائق الماضي وتفسيرها للاعتماد عليها في الحاضر والمستقبل، كذلك المنهج يعني القواعد والشروط التي يجب مراعاتها عند معالجة أي حدث تاريخي، سواء بالكتابة والتأليف أم بالدراسة والتعليم، وهذه الشروط تتناول الكاتب ذاته، كما تتناول المصادر المستمد منها، كما أنها تعني الغاية والهدف من الدراسة والكتابة، وهنا لابد من ملاحظة الفرق بين نوعين من دلالة لفظة "المنهج" وتحديد المراد بها، فقد تطلق ويراد بها، طريقة معينة في البحث العلمي لمادة من المواد