الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين, وبعد:
فهذا البحث بعنوان: الكليات القضائية في الفقه الإسلامي "كلُّ من حكم بين اثنين وجب عليه الحكم بالعدل نموذجًا" جمعًا ودراسةً واستنتاجًا, وهو بحثٌ يَهْدِف إلى: استقصاء ودراسة الكلية القضائية محلِّ هذا البحث والتي وردت ضمن كلام فقهاء المذاهب -رحمهم الله- في كتب القضاء، ثم النظر في معنى ودليل وصياغة وتطبيقات ومستثنيات وحكم الكلية, ليتحصل بذلك إثراء للكلية الفقهية بشكلٍ عامٍ بتمييزها وبيانها والتمثيل لها.
وقد قسَّمْتُه إلى: مقدمةٍ، ذكرت فيها أهداف البحث, والدراسات السابقة فيه, وأهمية الموضوع وأسباب اختياره, وخطة البحث, والمنهج الذي سأسير عليه, ثم تمهيدٍ؛ ضمَّنته التعريف بمفردات العنوان, وذكر نصِّ الكلية الواردة في كتب القضاء, ثم تلته ستة مطالب؛ كان الأول: في معنى الكلية. والثاني في دليل الكلية. والثالث في صياغة الكلية. والرابع في تطبيقات الكلية. والخامس: في مستَثْنَيَات الكلية. والسادس: في حكم الكلية.
وخلُصْتُ إلى أهمية البحث في الكلية الفقهية دراسةً فقهيةً استنتاجيةً تطبيقيةً؛ لأن بها تخرج الكلية الفقهية من التنظير إلى التطبيق, ومن خلالها يدرك الدارس أثر هذه الكلية من حيث: إدراك حكم الشارع ومقاصده من الأحكام الفقهية ومآخذه فيها, وكذلك الإحاطة بعددٍ كبيرٍ من الفروع الفقهية المندرجة تحت الكلية الفقهية الواحدة, ويتجنب بضبطها التناقض في الأحكام, ويكون لديه كذلك قوةٌ في الاستحضار الذهني لمسائل الفقه الإسلامي.