إن كتاب "الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر" من أهم التأليفات التي ارخت لعهد الظاهر بيبرس وذلك لقرب ابن عبدالظاهر من السلطان واعتماده عليه في بعض الأحيان اثناء كتابة السيرة.
وقد قام بتحقيق هذه السيرة الــ دكتور عبد العزيز الخويطر، كجزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في لندن، معتمداً على مخطوط لندن ومخطوط مكتبة الفاتح في أيا صوفيا بتركيا، وقد قمنا في هذا طريقة تحقيق الكتاب.
فالكتاب تجري فيه المعلومات بطريقة مرتبة في دقة ونظام بديع وتتوالى الحوادث
والتواريخ بأسلوب سهل ممتنع، بحيث ينطلق وراءها القارئ في غير ملل ولا سأم.
وقد اعتمد ابن عبد الظاهر في كتابه على عدة مصادر تاريخية تنوعت حسب الضرورة، فقد استعمل الوثيقة تارة في الاستدلال على بعض العهود والمواثيق، واستعمل المشاهدة الشخصية والرواية الشفهية، وفي حالات أخرى اعتمد على مؤلفات سابقة. كان لاستعمال الوثيقة في كتاب "الروض الزاهر" نصيب كبير من
أجل إبراز الحقيقة التاريخية، وهذا ما يبرز اهتمام ابن عبدالظاهر في تدعيم وجهة نظره وتقويتها.
ويمكن اعتبار ابن عبدالظاهر من أهم من استعمل المنهج التاريخي الذي يعتمد على استعمال الوثيقة الإدارية المكتوبة، وقد ساعده على ذلك عمله في ديوان الأنشاء.
تعتبر المشاهدة المباشرة والمعلومة المروية من طرف شهود عيان مثل الامراء والقضاء وغيرهم أهم المعلومات التاريخية التي أوردها ابن عبدالظاهر في كتابه. يمكننا أن نصف الملك الظاهر بيبرس (٦٥٨ : ٦٧٦هـ / ١٢٦٠ : ۱۲۷۷م) بالمؤسس الحقيقي لدولة المماليك في مصر وبلاد الشام، إذ حافظ على وحدة البلاد