فإن ‌علم ‌التفسير من أجل علوم الشريعة وأرفعها قدرا؛ لتعلقه بكتاب الله، دستور المسلمين، ومصدر تشريعهم الأول؛ ولهذا تسابق العلماء -قديما وحديثا- إلى تفسير القرآن الكريم كل ‌حسب ‌مشربه ومذهبه، فاختلفت ‌وجهات ‌نظرهم، وتعددت ‌آراؤهم.
ولما كان من المهم أن يعرف الناس المعنى الصحيح لكلام لله تعالى، حتى تكون معتقداتهم سليمة، وأعمالهم صحيحة، كان لا بد من إعمال منهج النقد في التفسير، للموازنة بين الآراء والأقوال، وتمييز الصواب من الخطأ، والحق من الباطل، ‌ومعرفة ‌الراجح ‌والمرجوح، والأهم والمهم.
ومن المفسرين الذين اهتموا بجانب النقد في تفسيرهم، العلامة الشيخ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393ه)، صاحب التفسير المشهور المسمى: (تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد)، الذي جمع فيه خلاصة ما في كتب التفاسير وزاد عليها.
ولهذا رأيت أن اتناول في بحثي هذا: أسباب النقد عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير (دراسة تحليلية).
وانتظم هذا البحث في مقدمة وتمهيد وستة مباحث وخاتمة وفهارس على النحو التالي:
المقدمة: وفيها أهمية البحث وتحديد مشكلته وأهدافه، والدراسات السابقة، ومنهج البحث وخطته.
التمهيد: تعريف نقد التفسير.
المبحث الأول: رد المعتقدات المخالفة لمذهبه.
المبحث الثاني: رد الروايات الضعيفة.
المبحث الثالث: كشف شذوذ الرأي والاجتهاد.
المبحث الرابع: دفع موهم التعارض.
المبحث الخامس: دفع المشكل في التفسير.
المبحث السادس: قصر المعنى على وجه واحد.
الخاتمة: وفيها ذكرت أهم نتائج هذا البحث وتوصياته.
فهرس المصادر والمراجع.