يعد التعثر الأكاديمي إحدى المشكلات التي تواجه الطلبة في مؤسسات التعليم العالي، ويمتد أثرها إلى الطلبة والأسر والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع في آن واحد. وقد هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العوامل المؤدية لهذه المشكلة من وجهة نظر الطلبة المتعثرين أكاديميًا، والتعرف على مقترحاتهم لمواجهتها، واختبار العلاقة بين التعثر الأكاديمي ومتغير الجنس وسنوات الدراسة. وتنتمي هذه الدراسة إلى نمط الدراسات الوصفية التحليلية، واعتمدت على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، حيث تم إجراء الدراسة على عينة احتمالية من الطلبة المتعثرين أكاديميًا بلغ عددهم خمسين طالبا وطالبة، يمثلون نحو 23% من إجمالي الطلبة المتعثرين في إحدى الكليات الجامعية. وقد استخدمت الاستبانة الالكترونية للحصول على البيانات اللازمة. وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج، أهمها: أن مشكلة التعثر الأكاديمي يسببها مجموعة من العوامل يمكن حصرها على الترتيب في: العوامل الشخصية، ثم العوامل الأكاديمية، فالعوامل الاجتماعية، وأخيرًا العوامل الاقتصادية. كما أكدت النتائج على الحاجة الماسة لإنشاء مكتب للإرشاد الاجتماعي في كل مؤسسة أكاديمية يعمل فيها أخصائيون اجتماعيون لمساعدة الطلبة على مواجهة مشكلة التعثر الأكاديمي وغيرها المشكلات التي تواجههم في الفضاء الجامعي، والتدخل في الحالات التي تحتاج إلى ذلك. كما توصلت الدراسة إلى بعض المقترحات للتغلب على المشكلة تضمنت: تفعيل دور أعضاء هيئة التدريس، وإنشاء مراكز تجريبية للخدمة الاجتماعية في بعض المؤسسات الأكاديمية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وتقنيات المعلومات وشبكات التواصل في مواجهة المشكلة.