مع وقوع الحرب العالمية الثانية التي قامت في نهاية الثلاثينيات بين دول الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وأمريكا والاتحاد السوفيتي) ودول المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) اتخذ حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر - كما فعل جده الشيخ مبارك الصباح في الحرب العالمية الأولى - موقفًا داعمًا لمعسكر الحلفاء ومعاديًا لمعسكر المحور. تناقش هذه الدراسة دور الكويت في الوقوف في صف دول الحلفاء ومساندتهم في الحرب ضد دول المحور، من خلال تقديم العديد من الدعومات المتنوعة للحكومة البريطانية على وجه التحديد نظرًا للعلاقة التاريخية والمصالح المشتركة بين البلدين. فتبين أنه رغم موقف حاكم الكويت الإيجابي المتمثل في دوره المساند تجاه الحلفاء لم يكن بالضرورة توجهًا جمعيًا يعكس موقف جميع الكويتيين تجاه تلك القضية، بل على العكس ظهر في المشهد السياسي توجه مغايرٌ لتوجه حاكم الكويت يتبنى تعاطفًا مع ألمانيا النازية، خاصة من بعض أبناء الأسرة الحاكمة برئاسة الشيخ عبد الله السالم الصباح وإخوانه وبعض المجموعات الاجتماعية؛ مثل بعض التجار والقوميين والمثقفين المناوئين لحاكم الكويت. فكان ظهور هذا الخط المعارض للشيخ أحمد الجابر نتيجة لعدة عوامل سياسية داخلية كان من ضمنها الصراع بين الشيخين (أحمد الجابر وعبدالله السالم) منذ تولي الأول سدة الحكم، واعتبارات لقضايا عربية إقليمية كان لها انعكاس جلي على واقع الساحة السياسية في الكويت، والتي أثّرت على مسار التوجه العام للشعب الكويتي لتساهم في إثارة قلق الشيخ أحمد والبريطانيين جرّاء انتشار الدعاية النازية في الكويت وكيفية محاربتها والقضاء عليها.