تعد بنية الخطاب الروائي من أهم البنيات التي يعتمدها الكاتب القصصي في أعماله الإبداعية, فلا يمكن تصور عمل قصصي دون راوٍ يروي قصته في شكل خطابي لمتلقي ما, ويرصد بزاوية رؤية معينة تحدد مدى معرفته بما يرويه في مقابل معرفة الشخصيات, كما تربطه علاقة ما بما يرويه وبما يروي عليه؛ لذا تناول هذا البحث هذه البنية من خلال دراسة الرؤية السردية (تحدد نوع الراوي وزاوية رؤيته ومدى معرفته بما يرويه) والصوت السردي (يحدد علاقات الراوي بما يرويه وبما يروي عليه وبمؤلف العمل الذي وضعه في هذا العمل لينقل عنه لمتلقيه داخل هذا العمل) وتم التفريق بينهما من خلال المفاهيم الاصطلاحية لهما في النقد الغربي والعربي والإجراءات المنهجية المحددة بنائيا (المنهج البنيوي) لدراسة كل منهما انطلاقا من إشارة جينت في كتابه "خطاب الحكاية" إلى أن بعض الدراسات النقدية تعاني من من خلط مزعج بين هاتين البنيتين الخطابيتين, فعمدت الدارسة إلى التفرقة بينهما, فكانت دراسة هاتين البنيتين موضوع المبحث الأول من هذا البحث, أما المبحث الآخر منه فتناول طرائق تقديم هذا الخطاب الروائي كاشفا عن هذه الطرائق المحددة بنائيا وما وُجد منها وما تغير فيها داخل هذه الروايات مادة الدراسة مبينا مدى تطور هذا البناء الخطابي.