يتناول هذا المقال علاقة الطّعام، من حيث هو حاجة بيولوجيّة يشترك فيها الإنسان مع سائر المخلوقات الحيّة في الإبداع الفنّي عامّة والأدبي خاصّة من حيث هو خصوصيّة إنسانيّة صرف. وقد خصّصنا القسم التّطبيقيَّ منه في دراسة مدوّنة الشّاعر العبّاسي ابن الرّومي، فصرفنا الهمّة إلى دراسة جانبين متوازيين، الجانب الإنساني البشريّ، وفيه بحثنا علاقة هذا الشّاعر بالطّعام وشغفه به، وقد استندنا في ذلك إلى ما روي عنه من جهة، وإلى ما قاله عن نفسه ممّا ضمّنه شعره من جهة ثانية. وأمّا الجانب الثّاني فهو الجانب الفنّي، وفيه بحثنا عن الخصائص الإبداعيّة والمميّزات الفنيّة التي وسمت شعر ابن الرّمي في هذا الموضوع.
وبمقاربة إنشائيّة انتهينا الى جملة من الملاحظات منها وفرة النّصوص التي خصّصها الشّاعر للحديث) عن الطّعام، ممّا يشي بقيمة الموضوع عنده. وتنوّع أصناف الطّعام المذكورة في ديوان الشّاعر، حتّى أنّنا يمكن أن نتحدّث عن القيمة التّوثيقيّة لهذه المادة الشّعريّة وتأثير نظرة الشّاعر للطّعام وشغفه به في نظرته للحياة، وفي علاقته بالنّاس.