تهدف الدراسة إلى المساهمة في الجدل النظري الذي يحاول تفسير التنافس الحالي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، القوتين العظميين في النظام العالمي الراهن. وتنطلق من افتراضات المدرسة النقدية التي تبحث في الجذور الهيكلية للتنافس بين الولايات المتحدة والصين وتحلل أثر عدم المساواة في بنية النظام الرأسمالي العالمي في تنامي التنافس بين القوى العظمى. وتختبر تلك الافتراضات من خلال تحليل التنافس الصيني الأمريكي في منطقة جنوب شرق آسيا. وتتوصل إلى نتيجة مفادها أن التنافس الراهن بين الولايات المتحدة والصين في منطقة جنوب شرق آسيا، لا سيما في مجالي التنافس التكنولوجي والنزاع على السيادة في بحر الصين الجنوبي، يعكس بوضوح الجذور العميقة لعدم المساواة الهيكلية في النظام الدولي المعاصر. وتظهر آليات هذا التنافس كيف تستمر القوى العظمى في تعزيز هيمنتها على النظام العالمي، مما يساهم في توسيع الفجوات الاقتصادية والسياسية بين الدول الكبرى والصغرى. كما تساهم في تمهيد الطريق أمام الدراسات المستقبلية من خلال تقديم إطار تحليلي لفهم جذور التنافس بين القوى العظمى، باعتباره أحد أهم الموضوعات في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية.