استهدفت الدراسة تحليل محددات النجاح الانتخابي لأحزاب الخضر في دول الاتحاد الأوروبي، وقد اعتمدت الدراسة على منهج مختلط يقوم على التكامل بين دراسة عدد كبير من الحالات وهي دول الاتحاد الأوروبي بشكل مقارن، ودراسة الحالة من خلال دراسة معمقة للحالة الألمانية. وانتهت الدراسة في الإطار النظري إلى مجموعة من المحددات التي يمكن من خلالها تفسير النجاح الانتخابي لأحزاب الخضر هي العوامل الاقتصادية، طبيعة الأحزاب السياسية والنظام الحزبي، النظام الانتخابي، ومستوى اللامركزية. وفي دراسة حالات دول الاتحاد الأوروبي، انتهت الدراسة إلى تأثير الأوضاع الاقتصادية الإيجابي في النجاح الانتخابي لأحزاب الخضر لكن دون أن يكون هذا التأثير مطلقًا. كما تباينت العلاقة بين النجاح الانتخابي للخضر وكل من اعتدال النظام الحزبي، وضعف أحزاب اليسار الراديكالي، والنظام الانتخابي النسبي، ومستوى اللامركزية الكبير، ففي كثير من الدول كانت العلاقة بينها وبين النجاح الانتخابي للخضر إيجابية، إلا أن هناك دولًا حقق فيها الخضر نجاحًا انتخابيًا رغم مستوى الاستقطاب القوي وقوة أحزاب اليسار الراديكالي والمستوى المركزي الكبير، وعلى الرغم من أنها تتبنى نظم الأغلبية/ الأكثرية الانتخابية. وبالنسبة للحالة الألمانية، خلصت الدراسة إلى أن النجاح الانتخابي لحزب الخضر يمكن تفسيره بالعديد من المحددات، من أهمها: مستويات الرخاء الاقتصادي الكبير، وتوصلت إلى التأثير المزدوج للنظام الانتخابي، فنظام القائمة النسبية ساهم في تمثيل الحزب، في حين كان لنظام الفائز الأول تأثير سلبي في تمثيل الخضر، وفيما يتعلق بالأحزاب السياسية والنظام الحزبي في ألمانيا، يعد النظام الحزبي في ألمانيا معتدلًا، كما يمكن القول بتفاوت قوة حزب اليسار الراديكالي في ألمانيا، على مستوى اللامركزية تعد ألمانيا من أكثر دول الاتحاد الأوروبي من حيث مستوى اللامركزية وينبه ذلك إلى مستوى اللامركزية القوي الذي تتمتع به ألمانيا وهو ما وفر الفرصة للنجاح الانتخابي لحزب الخضر.