يهدف البحث إلى الكشف عن مفهوم الخشوع ودلالاته، وأسبابه؛ ومن ثم آثاره في بناء الشخصية المعتدلة، وذلك في ضوء منهج التفسير الموضوعي لآيات القرآن الكريم. ويتكون البحث من مقدمة وثلاثة مباحث، تحت كل مبحث مطالب؛ المبحث الأول: مفهوم الخشوع ودلالاته المعجمية والاصطلاحية، المبحث الثاني: دلالات الخشوع وموارده في القرآن الكريم، المبحث الثالث: أسباب الخشوع وآثاره في بناء الشخصية المعتدلة. وقد انتهج البحث منهجًا تكامليًا، جمع بين: الاستقراء والتحليل والوصف. وخلص البحث إلى نتائج، أهمها: أن معاني الخشوع تشمل أمورا كثيرا، كما يحيل إلى معان تدل على كمال الأدب والسكينة؛ مثل غض البصر وخفض الصوت، ومن معانيه الإخبات الذي يمنح صاحبه التواضع الاطمئنان والاستواء، كما يدل على الأمانة، والامتناع عن أخذ العاجلة بالآجلة، كما يعبر عن علم الخشية والاستسلام والانقياد لله. أن الراجح في حكم الخشوع في الصلاة هو اشتراطه، أو أنه واجب؛ انطلاقا من مضمون الآيات القرآنية، وتصريح الحديث الصحيح. يتناول الخشوع في القرآن أمورا كونية متعددة. ورد الخشوع بصيغ مختلفة في ثنتي عشرة آية من القرآن الكريم؛ كما وصف به خيرة خلق الله من الأنبياء والعباد الصالحين، وقد جعله القرآن رتبة فوق الإيمان؛ لذلك فهو مطلب قرآني يلزم كل مؤمن أن يتحلى به، ويسعى في تحصيله. الخشوع يكسب صاحبه حقيقة العبادات وتذوق حلاوتها وعلى رأسها الصلاة التي يمثل الخشوع روحها وأهم أوصافها، وهو يعطي المتحلي به كثيرا من الاتزان والتواضع، وبعد النظر؛ والاعتدال في السلوك المبني على التواضع واحترام الآخرين، والصدق والأمانة في المعاملات،  وعدم اللجوء إلى العنف أو الشحناء في الأمور الخلافية؛ مما يجعله أبرز مؤشر تربوي على صلاح الشخص، وعلى بعده عن الإفراط والتفريط، والتزامه بالمنهج الوسط..