هدفت الدراسة إلى تحليل الرواية التوراتية عن خلق آدم والوقوف على آراء علماء نقد الكتاب المقدس لتحديد مدى اتساق الرواية التوراتية، وإلى أي مدى يمكن أن تكون مصدرًا موثوقًا لقصة خلق آدم، وإلى تحليل القصة القرآنية لخلق آدم لإثبات أن القرآن الكريم هو أصدق المصادر التي يمكن الرجوع إليها في قصة خلق آدم، أو أي إخبار من الله عن السابقين. فالقرآن كلام الله الذي حفظه تعالى كما جاء في عزيز كتابه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
كما تناولت الدراسة تأثير الروايات الإسرائيلية عن خلق آدم على المفسرين المسلمين، وحددت موقف العلماء المسلمين من الإسرائيليات والأخذ بها في التفسير.
استخدمت الدراسة المنهج التحليلي، والنقدي، والتزمت بالحدود الموضوعية التي اعتمدت على الإسرائيليات في تفسير الآيات الخاصة بخلق سيدنا آدم عليه السلام وحواء عليهما السلام، وعصيان إبليس لأمر الحق تبارك وتعالى، وغواية آدم عليه السلام وخروجه من الجنة.
وخلصت الدراسة إلى لنتائج، أهمها: أن هناك اختلافًا في طريقة عرض القصص القرآنية عن القصص التوراتية، حيث تأتي القصة في القرآن في أكثر من سورة، وهو ما ليس على سبيل التكرار، وإنما لتناسب السياق مع موضعه في السور. ثم إن هذه الآيات التي تأتي متفرقة ترسم صورة لقصة خلق سيدنا آدم عليه السلام متكاملة ومتجانسة، غير متعارضة. على العكس من النص التوراتي الذي جاء فيه قصة آدم عليه السلام متتابعة ومتصلة في إصحاحات متتالية. إلا أنها متعارضة، وغير متسقة، ومليئة بما يشكك في متنها، كما أشارت الدراسة إلى أن التوراة ليست مصدرًا تاريخيًا موثوقًا بصحته في الكُلِّيَّة؛ ليصبح مرجعًا للتفسير، وأخذ الروايات عنه، وهو ما يحتاج للمراجعة والتدقيق.