إن الانتماء لهذا الوطن الغالى مصر يستمد قوته الحقيقية من أخلاقيات القيم التي عرف بها الشعب المصرى عبر تاريخه الحضارى والقيمى عبر آلاف السنين ، وإن مسئوليات المواطنة تستند إلى القيم النبيلة مثل العدل ، والمساواة ، والإخلاص في العمل ، وحب الله عز وجل ، وحب الوطن ، تلك القيم التي توحد كافة أفراد المجتمع ضمن مشروع قومى لا يوجد فيه إقصاء لأى فرد من أفراد المجتمع على أساس الجنس ، أو اللون ، أو الدين ، والعمل الجاد هو البرهان الحقيقى للانتماء لهذا الوطن ، وهو المرايا الحقيقية لمسئوليات المواطنة في إطار من الديمقراطية . إن الشعور بالانتماء والمواطنة إلى جانب أنه القاعدة الأساسية في دعم النظام الديمقراطى فهو المدخل لضمان توحد الإرادة المجتمعية في صناعة حضارتها ، وإنه الشعور الذى يتجاوز معنى الهوية إلى حركية سلوك المواطن لبناء مجتمع المستقبل . ( مكروم ، 2004 ، 613 ) إن تنمية المجتمع المصرى تحتاج إلى العمل الجاد وإلى تقدير واحترام لقيم العمل والإخلاص فيه ، وهذا يكون عن طريق تقدير جميع أفراد المجتمع لقيمة العمل وينشئوا على ذلك منذ الصغر من خلال المعلم والمدرسة ، ومن الملاحظ والواضح أن احترام التفوق مرهون باحترام وتقدير قيمة العمل ، والتفوق في العمل يعتبر في مقدمة القيم الأخلاقية وهنا تظهر أهمية دور المدرسة والمعلم في ترسيخ قيم العمل في نفوس التلاميذ . ( حنا ، 2009 ، 69 ) والمدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية الأولى التي وظيفتها التربية وتسعى لتنمية الاتجاهات الموجبة من وجهة نظر المجتمع – لدى التلاميذ وتعدهم للمواطنة الصالحة ، والمدرسة تنشق وظيفتها من ثقافة المجتمع ، وتعبر عن فلسفته واتجاهاته وحاجاته ، مما يقوى مكانة الفرد في مجتمعه ويسهم في تنمية هذا المجتمع . ( خضر ، 2000 ، 16 )