تعد اللغة من أهم الظواهر الاجتماعية التي ميزت الإنسان عن شتى المخلوقات، فهي أداته الرئيسة التي تعينه على الاتصال بالآخرين، فاللغة تمثل ضرورة ملحة ومطلبًا أساسيًا على كافة المستويات الإقليمية والاجتماعية والفردية، وهي سجل موثق لتاريخ الإنسانية وحاملة لثقافتها التي هي منطق تقدمها وأساس تطورها، إن العالم كما هو موجود، هو إنتاج لثقافة المجتمع، فلكل كلمة مرجعها في العالم الخارجي، توظف في تركيب يرتبط به، أو بجزء منه بطريقة تختلف عن الكلمات الأخرى.
وفي ضوء ما تفرضه طبيعة التحديات، والتطورات العلمية والتكنولوجية الحالية، وكثرة المفردات التي تتوالد يوميًا، ونمو إدراك الفرد، وتفكيره باستمرار، فلم تعد اللغة العربية مادة للحفظ فحسب، بل اتجه الفرد إلى اكتشاف طرائق كثيرة محاولًا عن طريقها توظيف اللغة، ومفرداتها في التعبير عن علومه، وإدراكاته، بما يساعد على الوصول للمعنى بشكل صحيح، عن طريق الظواهر المتشابهة، والاستبدال، والقابلة للمقارنة؛ وذلك لأن المعنى يتحدد أكثر حين ظهوره في بنية المعجم الذي يمتلكه المتكلم (عبدالرحمن،2019،1).
فصارت المفردات اللُغَوية – كما وصفها الشيخ (2015: 61) وسيلة نمو المدركات الحسية، والقدرات العقلية لدى الفرد، ومرآة دقيقة تظهر صورة واضحة لما عليه المجتمع من علم، وثقافة، وعادات، ووتقاليد، نظم، وكذلك تؤكد  عمران (2016 : 6) أنها عنصرًا دلاليًا بنيويًا وتواصليًا في الخطاب، تحدد نوعه ومجاله، كما تبين مرسل الخطاب، كما يعمد إلى تكوين استراتيجية تمكنه من بلوغ الهدف، وإيصال المعرفة للمتلقي (المستقبل/ المرسل إليه).