تقع مسئولية تربية النشء في المجتمع على المؤسسات التعليمية في المقام الأول؛ على اعتبار أن لها الدور الأكبر في تشكيل شخصياتهم بما تغرسه من معرفة، قيم، اتجاهات، قدرات، ميول، وسلوكيات، تؤهلهم ليكونوا أفرادًا صالحين في المجتمع يسهمون في بناء هذا المجتمع وتقدمه، ويشهد العالم جملة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة، التي انعكس أثرها على المؤسسات، وغني عن القول أن زيادة عدد المؤسسات التعليمية، وزيادة عدد المعلمين، يتطلب تدخلات تطويرية بما يحقق جودة أداء الإدارة المدرسية، وكذلك نجاح المدرسة في تحقيق أهداف التعليم بالصورة المتوقعة. فقد أكد الباحثون على دور القيم الإنسانية في الإدارة المدرسية وانعكاساتها على الجودة التعليمية، وأنه من الضروري الأخذ بالتوجهات الحديثة للإدارة المدرسية التي يقاس نجاحها بمدى حرصها على ذلك البعد، كما أن لها أأثراً بارزاً في إنجاح العمل التربوية؛ لأن الإدارات المدرسية الناجحة تقوم على مدى رضا الأفراد وتفاعلهم مع الجماعة في المدرسة مما يزيد إنتاجيتهم؛ لذلك يتطلب تطوير المجتمعات تنمية ثرواتها البشرية، لأن الإنسان هو دعامة المجتمع ووسيلة تطوره. وتعد القيم الأداة والوسيلة الرئيسة لتنمية الإنسان، إذ إنها محور التقدم، وحجر الزاوية في كل تطوير وإصلاح، ويقع على كاهلها مسؤولية إعداد الإنسان وتشكيل عقله وتنمية قيمه، التي تؤهله لأن يكون مواطناً واعياً ملتزماً بواجباته ومدركاً لأهدافه، كما أنها الوسيلة التي تسهم في معالجة المشكلات والأزمات التي تعاني منها المجتمعات. مشكلة البحث: